هل يخطر في بالك أيها القارئ عدد من مروا على وجه الأرض؟ فأكلوا وشربوا وتمتعوا وتناكحوا وتناسلوا وتحاربوا واختلفوا منذ بدء الخليقة حتى اليوم؟ إنهم 106.6 مليار من الأنام. وعددنا الحالي يقفز فوق سبعة مليارات، ما يشكل نسبة 6.5% من هذا الرقم. حسب الرقم الذي وصلت إليه مجلة «P.M.Magazin» في عددها الثامن من عام 2013م، حيث رسمت المجلة على صورة الغلاف كرة أرضية، فوقها ساعة، تشير إلى أعداد البشر الذين يملأون الأرض؛ فبلغ سبعة مليارات و144 مليوناً و930 ألفاً و152 نفراً = (7144930152)! كان الطفل الأول في رقم سبعة مليارات بوسنياً. الأرقام الأخيرة 152 أظهرتها على شكل غائم، لأن سلسلة انشطار البشر أفظع من القنبلة الذرية؛ فمع كل ثانيتين يأتي إلى العالم من الضيوف الجدد ثلاثة من الرضع يبكون. ومع كل أربع وعشرين ساعة يدلف إلى القبور 140 ألفاً عليهم الناس يبكون! ومع شروق شمس كل يوم يفتح 270 ألف رضيع فاههم للثدي. ومع ختام كل عام يولد 130 مليوناً من البشر يفارق منهم قريب من النصف إلى الأبدية (خمسون مليوناً). ليزداد الجنس البشري في السنة ثمانين مليوناً. أي في كل عقد قريب من مليار من البشر. {وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ}. إنها عجلة مخيفة من التوالد والتكاثر على مدار الثانية أليس كذلك؟ كانت أعداد البشر مع التحول المورفولوجي، من الإنسان المنتصب (Erectus) إلى العاقل (Homo Sapiens) قبل حوالي 200 ألف سنة. وكانت أعداد أجدادنا قبل 75 ألف سنة لا تزيد على 15 ألفاً. ولم يزد الرقم كثيراً. ولربما كانت أعداد الناس قبل عشرة آلاف سنة قد قفزت إلى سبعة ملايين على وجه البسيطة. وربما ارتفع الرقم أيام الرومان إلى مائة مليون على وجه الأرض. وتحقق ارتفاع الرقم مع عام 1600 ليتراوح الرقم بين 250 500 مليون من الأنام. أرحام تدفع وقبور تبلع. ولم يصل الجنس البشري إلى الرقم مليار إلا عام 1800. وخلال 130 سنة عام 1930 قفز إلى المليار الثاني. ثم وخلال 30 سنة إلى المليار الثالث عام 1960. ثم في مؤتمر بودابست عام 1975سجلت أعدادنا رقم أربعة مليارات. ثم قفز العدد بشكل درامي فازداد في 13 سنة ملياراً، ثم خلال 12 سنة زاد ملياراً أخرى، والوتيرة الآن الزيادة بمعدل مليار كل عقد من الزمن؟ والتوقعات أن أرقامنا ستصل عام 2150 إما إلى رقم 12 ملياراً أو أن تقفز فوق العشرين ملياراً. إلا أن سفينة التكاثر في بحر الزمن كأنها في طريقها إلى الاستقرار. فتقف إن لم ينعكس الاتجاه!