تتشكل البيئة الطبيعية من نبات وحيوان وإنسان يعتبر أسمى الكائنات، خصوصاً لقدراته في بناء الحضارة التي تتوجت حتى الساعة بخروجه عن كوكبه الأزرق لاكتشاف الأجرام الكونية الأخرى والبحث عن حياة خارج أرضه. وفي المقابل، خرّب البشر كوكبهم الذي يستضيف الشكل الوحيد المعروف للحياة كونياً. ويرى البعض أن التخريب البيئي يرجع إلى التصنيع الكثيف والمتوحش، ويربطه آخرون بالزيادة السكانية. وكثيراً ما يثار السؤال عن العدد الإجمالي لسكان العالم منذ فجر الإنسانية حتى الآن. ويزيد من حدّة السؤال أن الأثر التخريبي للناس على البيئة لم يبرز عندما كانوا قليلي العدد، ومعتمدين على الطبيعة وإمكاناتها. كيف يجري احتساب الناس في الأزمنة السحيقة؟ ثمة منهجية اعتمدها العالِم الفرنسي جان نويل بيرابين، وشرحها في عدد تشرين الأول (أكتوبر) عام 2003 من مجلة «السكان والمجتمعات» التي تصدر عن «المعهد الفرنسي للدراسات الديموغرافية». تنطلق هذه المنهجية من مراقبة علاقة الزمن بتطوّر الكثافة السكانية. فقبل مليون عام، بلغ عدد البشر حوالى 500 ألف نسمة، تجمعوا في أفريقيا وأوروبا وآسيا. وقبل الميلاد بمئتي ألف عام، تضاعف هذا العدد مرتين. ووصل العدد إلى مليون ونصف المليون، قبل الميلاد بأربعين ألف سنة، توزّع على أفريقيا وآسيا (مليون) وأستراليا (50 ألفا) وأميركا (300 ألف) وأوروبا (150 ألفاً). وفي الفترة الممتدة بين ما قبل الميلاد بستة آلاف سنة، ومطلع الألفية الثانية، شهدت الأرض مجموعة متتالية من الثورات التكنولوجية، تمثلت في ظهور الزراعة وتربية الأغنام وظهور الملاحة البحرية. وازداد عدد البشر ليقفز من سبعة ملايين إلى مئة مليون نسمة. إذاً، تطلب الأمر حوالى ثلاثة ملايين سنة كي يتجاوز عدد البشر مليوناً. ولم يصل إلى البليون، إلا في مطلع القرن التاسع عشر. وفي عام 1940، وصل ذلك العدد إلى بليونين. وبعد هذا التاريخ، تزايدت سرعة التكاثر. إذ بلغ العدد 3 بلايين عام 1960. ثم 4 بلايين عام 1974. ثم 5 بلايين عام 1987. وتجاوز 6 بلايين مع مفتتح الألفية الثالثة. ويقدر عدد سكان الأرض راهناً بقرابة 6.8 بليون نسمة. ويتزايد الرقم بأعداد مئوية كل ثانية. ويعرف سنوياً 137.983.000 ولادة جديدة و56.715.000 وفاة، أي إنه يشهد زيادة 81.268.000 نسمة سنوياً. ومن المحتمل أن تبلغ البشرية تسعة بلايين عام 2050. بعد هذا التاريخ ستعرف البشرية، هل تسير البشرية نحو الانخفاض؟ وإلى متى؟ وكم؟ وثمة موقع إلكتروني يعطي عدد السكان على الأرض، ويُجدّده كل ثانية، هو «بوبيلاسيون دي موند.كوم» populationsdumonde.com. وبحسب الموقع، أحصى خبراء عدد الذين وُلدوا تحت قمر الأرض منذ 3 ملايين سنة، ولغاية عام 2000. فقدّروه بقرابة 81 بليون نسمة، أي 12 ضعف العدد الراهن للسكان في الكوكب الأزرق.