قال متحدثٌ باسم جماعة الإخوان المسلمين في مصر أمس الخميس إن الجماعة وحلفاءها تلقوا ضربة قوية من حملة أجهزة الأمن ضدهم وإنهم فقدوا قدرتهم على التنسيق المركزي وأن العنف معناه أن الغضب «خرج عن نطاق السيطرة الآن». وأوضح جهاد الحداد أن اثنين من قيادات الجماعة أصيبا بالرصاص حين اقتحمت الشرطة اعتصامين لمؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي في القاهرة أمس الأول، الأربعاء، الأمر الذي أدى إلى مقتل مئات الأشخاص. واعتبر أن إراقة الدماء زادت صعوبة الأمر على جماعة الإخوان في إقناع أعضائها بالالتزام بالمقاومة السلمية للحكومة التي شُكِّلَت بعد ما عزل الجيش مرسي في الثالث من يوليو عقب احتجاجات واسعة ضده. وأوضح «بسبب ما نتعرض له من ضربات واعتقالات وقتل صارت الانفعالات أقوى من أن يوجهها أحد». وبيَّن الحداد أن تحركاته محدودة بسبب نقاط التفتيش الأمنية وأنه لم يستطع تحديد أماكن قيادات الجماعة. وأضاف «لا يمكننا حتى الآن تأكيد أماكنهم جميعا، أصيب اثنان من كبار القادة بالرصاص لكنهما على حد علمي ما زالا على قيد الحياة، فقد نحو ستة منهم أبناءهم وبناتهم، إنها ضربة مؤذية، ضربة قوية جدا.» وتابع «لم يعد الأمر يتعلق بمرسي، هل سنقبل بطاغية عسكري جديد في مصر؟»، وقال إن عدد القتلى يصل إلى ثمانية أو تسعة أمثال العدد الرسمي البالغ نحو 500 قتيل. ذخيرة حية من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية المصرية أمس أنها ستستخدم الذخيرة الحية ضد أي اعتداء على المنشآت أو القوات. وقالت الداخلية، في بيان صحفي أمس، إنه «فى ظل استهداف تنظيم الإخوان بعض المنشآت الحكومية والشرطية بعديد من المحافظات باعتداءات إرهابية، وتصعيد محاولاتهم لاقتحامها وإضرام النيران بها والاستيلاء على ما بداخلها من أسلحة، والتعدي على القوات المكلفة بتأمينها، وقطع الطرق بقصد إشاعة حالة من الفوضى في البلاد وإنفاذا لما خوله القانون لرجال الضبط من استخدام الوسائل الكافية لتأمين مقدرات الوطن ودرء الاعتداء على الأرواح والممتلكات العامة والخاصة أصدرت الوزارة توجيهاتها لكافة القوات باستخدام الذخيرة الحية في مواجهة أي اعتداءات على المنشآت أو القوات في إطار ضوابط استخدام حق الدفاع الشرعي». وحسب البيان، جرى دعم كافة القوات المكلفة بتأمين وحماية تلك المنشآت بالأسلحة والذخائر اللازمة لردع أي اعتداء قد يستهدفها. وأكدت الوزارة أنها سوف تستمر في ملاحقة كل من شارك في أي اعتداءات طالت القوات أو المنشآت حتى ينال عقابه مؤكدة على ثقتها التامة في قدرة رجالها على مواجهة تلك الاعتداءات وفرض الاستقرار الأمني في كافة ربوع الوطن. وحذرت وزارة الداخلية كل من تسول له نفسه محاولة العبث بأمن الوطن ومقدراته بأنه سيتم مواجهته بكل حزمٍ وحسم وفقا للقانون. رد فعل أمريكي وفي واشنطن، أعلن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أمس إلغاء المناورات العسكرية التي كان من المقرر أن تجريها الولاياتالمتحدة قريباً مع مصر احتجاجاً على مقتل مئات المتظاهرين المصريين. ودعا أوباما السلطات المصرية إلى رفع حالة الطوارئ والسماح بالتظاهر السلمي، إلا أنه لم يعلن عن تعليق المساعدات العسكرية السنوية لمصر وقيمتها 1.3 مليار دولار. وقال أوباما للصحفيين من «مارثاز فاينيارد» حيث يقضي إجازته «رغم أننا نريد مواصلة علاقاتنا مع مصر، فإن تعاوننا التقليدي لا يمكن أن يستمر كالمعتاد عندما يتم قتل مدنيين في الشوارع ويتم التراجع عن الحقوق». وقال أوباما إن الولاياتالمتحدة أبلغت مصر أنها علّقت مناورات «النجم الساطع» التي تجرى بين جيشي البلدين كل عامين منذ العام 1981. وكانت هذه المناورات عُلِّقَت قبل ذلك في 2011 أثناء ثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك الذي كان حليفا مقربا من واشنطن. في الوقت ذاته، اجتمع مجلس الأمن الدولي أمس الخميس لبحث الوضع في مصر بعد مقتل المئات وإصابة الآلاف حين تدخلت قوات الأمن لإنهاء اعتصامين لمؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي. واستمع مجلس الأمن إلى كلمة في جلسة مغلقة من نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان الياسون، وطلبت فرنسا وبريطانيا وأستراليا أعضاء المجلس عقد الاجتماع. مصريون يعاينون مسجد رابعة العدوية أمس بعد أن احترق خلال فض الاعتصام (أ ف ب)