دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى «حماية الأكراد السوريين من اعتداءات جبهة النصرة»، التابعة لتنظيم «القاعدة» وإلى «إلحاق الهزيمة بالمشروع الطائفي»، فيما تظاهر نشطاء وممثلو أحزاب وحركات سياسية كردية أمام مبنى رئاسة إقليم كردستان احتجاجاً على إغلاق الحدود مع المناطق الكردية السورية. وسبق أن أبدت حكومة المالكي مخاوفها من تداعيات «المشروع الطائفي»، وأعلنت وقوفها على الحياد إزاء الأزمة السورية، رداً على اتهامات بانحيازها إلى النظام. من جهة أخرى، يتهم «الاتحاد الديموقراطي» الكردي في سورية رئاسة إقليم كردستان بغلق المعبر الوحيد إلى المناطق الكردية في سورية، «ما خلق حصاراً اقتصادياً مزدوجاً، مقابل اشتداد المعارك على الطرف الآخر مع الجماعات الإسلامية المتشددة وجبهة النصرة». وقال المالكي في بيان أمس: «لقد حذرنا من خطر المجموعات الإرهابية في سورية منذ الأيام الأولى، وقلنا إنها تشكل خطراً على كل سورية ووحدتها وعلى المجتمع السوري، وها هي اليوم تهدد كل المكونات»، داعياً الأكراد إلى «عدم تعريض أهلهم وأبنائهم لخطر الانضمام إلى هذه الجماعات المتطرفة، مما يشكل تهديداً للجميع وللكرد بالذات»، داعياً إلى «توفير الحماية لهم من اعتداءات جبهة النصرة ومن يقف وراءها». وكانت حكومة إقليم كردستان أقرت بالتحاق العشرات من الشباب «المغرر بهم» بالجماعات السورية المتشددة، وبثت قنوات مقربة من «العمال الكردستاني» اعترافات لثلاثة شبان تم أسرهم خلال مشاركتهم في معارك إلى جانب «جبهة النصرة» ضد القوى الكردية السورية. وتجمع العشرات أمس في أربيل بدعوة من مجموعة تطلق على نفسها اسم «الدعم القومي»، وصرح عضو المجموعة ديار عزيز بأن «التظاهرة تأتي نتيجة عدم إبداء الرئاسة موقفاً إزاء إغلاق الحدود في وجه المناطق الكردية في سورية»، وأضاف: «لقد رفعنا مذكرة إلى الرئاسات الثلاث في الإقليم وحددنا مهلة 20 يوماً للرد، وبخلافه سنتخذ موقفاً آخر». وفي السياق دعت منظمات وفروع تابعة ل 12 حزباً وحركة سياسية كردية عقب اجتماع أمس في اربيل رئاسة الإقليم إلى «التدخل للحد من استمرار قتل الأكراد في غرب كردستان (اكراد سورية)، وتقديم الدعم لهم»، ودعت «شعب الإقليم إلى الحذر من الدعوات التي يطلقها البعض باسم الدين والإسلام لحض الشباب على المشاركة في قتل الأكراد هناك». وقال رئيس كتلة «التغيير» في البرلمان الكردي كاردو محمد ل «الحياة» إن نواباً «بدأوا جمع تواقيع لعقد جلسة طارئة للبرلمان لمناقشة إغلاق الحدود بما يتناقض مع إرادة البرلمان». ونشرت صحيفة «باس» المقربة من حزب بارزاني تقريراً أمس أكدت فيه أنه «وجّه رسالة عبر قنوات تركية إلى جبهة النصرة يحذرها من المجازر التي ترتكبها ضد الأكراد في سورية، وإلا فإنه سيستخدم القوة». وكان رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني زار أنقرة قبل نحو أسبوعين، وكانت التطورات على الساحة السورية أبرز المواضيع التي ناقشها مع المسؤولين الأتراك قبل أن يختتم جولته بزيارة إلى إيران، حيث حضر مراسم تنصيب رئيسها الجديد حسن روحاني. واتهم القيادي البارز في «العمال الكردستاتي» جميل بيك حزب بارزاني ب»التعاون مع تركيا في مؤامرة على غرب كردستان (المناطق الكردية السورية)، عبر إغلاق حدود الاقليم».