عبدالله عبدالعزيز العثمان في يوم الجمعة وبعد صلاة الفجر 17/9/1434ه وفيما يرى النائم وإذا بالشيخ الوقور طرأ لي كلمح البصر وإذا بي واقف مع ابن عمه (محمد بن فهد الفهيد) أمام منزل الشيخ الوقور وهناك خلق كثيرون، ثم استيقظت من منامي وأولتها خيرا، وفي آخر النهار إذ برسالة نصية في هاتفي المحمول تفيد انتقال شيخنا الوقور إلى جوار ربه، وإلى ضيافة مولاه. حيث ووري الثرى في نفس اليوم بعد صلاة العشاء وأدى الصلاة عليه خلق كثير في جامع نعجان الكبير عن عمر ناهز التسعين عاما. ولد الشيخ محمد بن حمد بن عبدالعزيز الفهيد رحمه الله عام 1345ه وله من الأبناء خمسة توفي في حياته ثلاثة وصبر لقضاء الله وعوضه الله في ذلك بابنيه البارين، حيث رُبيا على الأخلاق الإسلامية الصحيحة والعناية بوالدهما فالابن عبدالرحمن مربي الأجيال قد عرف بنزاهته ورجاحة عقله والابن الدكتور «خالد» تدرج في المناصب حتى أصبح وكيل وزارة الزراعة لشؤون الزراعة. كان أبو عبدالعزيز رحمه الله من أعيان بلدة نعجان ومسموع الكلمة ومن الرجالات الأوائل في الحسبة الرسميين الذين عينوا من سماحة الشيخ عمر بن حسن آل الشيخ رئيس هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المملكة رحمه الله، وذلك في السبعينيات بعد الثلاثمائة والألف من الهجرة، واستمر على ذلك أكثر من خمس وثلاثين سنة. اشتهر رحمه الله بطول الصمت، وسلامة الصدر، وأفعاله الطيبة، يأمر بالمعروف بالتي هي أحسن بين الناس، كان طيب السيرة والسريرة، عُرف بالمطوع لجلالة وقاره وحفظه القرآن وسمعته الطيبة، أحب أهل بلدته فأحبوه، كان محباً لوطنه وقيادته يكثر لهم من الدعاء، كما كان قارئاً للقرآن الكريم يختم القرآن كل ثلاث ليال، وكان يكثر من قراءة سورة الكهف لما فيها من العبر والاعتبار. تولى إمامة مسجد حي آل فهيد مدة طويلة. حفظ القرآن كاملاً على كتاتيب بلدته حتى ختمه على يد الشيخ محمد بن عبدالله بن عتيق إمام جامع بلدة نعجان السابق ومعه على سبيل المثال لا الحصر إبراهيم بن محمد بن عتيق رحمه الله، عبد العزيز بن محمد بن عتيق رحمه الله والشيخ محمد بن عبدالله بن غملاس متعه الله بالصحة والعافية، الشيخ محمد بن سعد بن خنين رحمه الله والد معالي الشيخ عبدالله بن محمد بن خنين عضو هيئة كبار العلماء متعه الله بالصحة والعافية، وكذلك حفظ معه العم محمد بن عبدالله العثمان رحمه الله والد الدكتور عبدالعزيز وعثمان. وبعد، فرحيل الأنفس أمر محتوم، وقدر مقدور قال سبحانه وتعالى (كل نفس ذائقة الموت). ويقول الشاعر: كل ابن أنثى وإن طالت سلامته ** يوماً على آلة حدباء محمول ويقول الشاعر كذلك: تولى وأبقى بيننا طيب ذكره ** كباقي ضياء الشمس حين تغيب رحم الله الشيخ رحمة واسعة، وغفر الله للفقيد أبي عبدالعزيز ورفع درجته في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ووالدي والمسلمين.