تشهد أسواق محافظة حفر الباطن ازدحاماً شديداً وإقبالاً كبيراً من قِبل مرتاديها في شهر رمضان المبارك وخاصة في العشر الأواخر، من قِبل مَن يقومون بشراء مستلزمات العيد. واعتبر عدد من أهالي حفر الباطن أن الزحام الشديد الذي تشهده مدينتهم أصبح سمة من سماتها، وطالبوا بإيجاد الحلول الجذرية للاختناقات المرورية التي تشهدها شوارع مدينتهم لاسيما في وجود عديد من التحويلات التي قطعت أوصال مدينتهم إرباً. وفي ظل هذا الإقبال الكبير اضطرت كثير من المحال إلى تمديد فترات عملها حتى ساعات متأخرة من الليل، مرجعين هذا التغير والزيادة في فتح الأسواق إلى الازدحام الذي يضيع من أوقاتهم ساعات طويلة. «الشرق» قامت بجولة ميدانية للاطلاع على حركة المتسوقين ورصد آرائهم وانطباعاتهم. يقول عبدالله المطيري «اعتدنا في حفر الباطن على الزحام في مثل هذه المواسم خاصة مع وجود عديد من التحويلات التي أصبح توقيتها شبه متعمد، وإن العشوائية وعدم التنظيم والفوضى هي سيدة الموقف في أسواق حفر الباطن، خاصة مع اقتراب العيد والمواسم كعودة المدارس ودخول فصل الشتاء». ويقول المواطن الكويتي جاسم الظفيري الذي يزور حفر الباطن بشكل دائم «ما يدفعني للتسوق في حفر الباطن هو الأسعار المنخفضة بالقياس بالأسعار عندنا في الكويت، بالإضافة لجودة البضائع ووفرتها. كما أن أسواق حفر الباطن تزخر بعديد من البضائع القديمة والنادرة خاصة (المعاميل) الدلال وأباريق الشاي وملحقات أدوات القهوة وما يتبعها من لوازم الرحلات». ويضيف قائلاً: الاختناقات المرورية التي نشاهدها باستمرار هذه الأيام لا تزعجني كثيراً، لأني أختار أوقاتاً مناسبة للتسوق، وأحاول أن أتفادى بعض الشوارع التي يكون فيها الازدحام، ما يجعلني أكسب الوقت وأنهي مهامي في وقت مناسب». أما ناصر (صاحب محل ألبسة جاهزة) فيقول «إن موقع حفر الباطن الاستراتيجي وقربها من العاصمة الرياض والدمام والكويت هو السبب في جذب عديد من المتسوقين سواء من مدن المملكة أو من الأشقاء في الخليج الذين يجدون مبتغاهم سواء من البضائع أو الأسعار المنافسة». ويشاركه في هذا ممثل الغرفة التجارية في حفر الباطن عبدالله الأسيمر، ويقول «إن سوق حفر الباطن وخاصة سوقها الشعبي من أبرز الأسواق، حيث يُعدُّ نمطاً تراثياً يجمع بين الأصالة في المظهر التراثي العريق والجودة والحداثة في المعروضات، حيث يحوي هذا السوق عديداً من البضائع القيمة والنادرة التي لا توجد سوى فيه»، وقال: هذا ما يسهم في الجذب السياحي الكبير ويجعل المتسوقين يُقبلون عليه من جميع دول الخليج لقرب المسافة وندرة بعض المعروضات وانخفاض الأسعار بالقياس بالأسواق الأخرى، مشيراً إلى وجود سوق شعبي فريد يحوي معروضات غير متوفرة في أي سوق آخر غير سوق حفر الباطن. ويرى الأسيمر أن الزحام والاختناقات تعتبر مؤقتة تخف بزوال المواسم، وأن الحل يكمن في تغيير بعض الشوارع التي تدخل للسوق وتحويلها لمخارج تساعد في تخفيف الضغط على منطقة السوق الداخلي. ويقول سعد الصقري «تشهد أسواق حفر الباطن زحاماً شديداً خاصة مع شهر رمضان المبارك، وتشهد شوارع ومداخل السوق اختناقات كبيرة». موجهاً اللوم للبلدية، وقال: إن إغلاق الشوارع من قِبل البلدية يسبب هذا التكدس الكبير للمتسوقين ووقوف السيارات بشكل خاطئ وفوضوي يعطل الحركة ويؤدي لاختناقات ما كان لها أن تحدث لولا هذه العشوائية في الإغلاقات. ويقول الشاب مشعل «إن أهم أسباب الزحام والاختناقات هو السباق المحموم في التسوق، خاصة في أواخر ليالي رمضان حيث تكتظ الأسواق بالناس من جميع الفئات وتجد أن الجميع يشتري بشكل عشوائي ودون تخطيط، ما يؤدي لرفع الأسعار بشكل غير طبيعي، وهذا يكلف ميزانياتنا كثيراً، وينعكس علينا سلباً في الأيام القادمة». مؤكداً أن هذا المارثون لا ينتهي إلا آخر ساعة من ليلة العيد. فيما ترى أم خالد (ربة منزل) أن للتسوق في ليلة العيد متعة خاصة، وقالت: هناك عديد من أصحاب المحال لا يعرضون الجديد من بضائعهم إلا أواخر الشهر الكريم، ويحاولون تصريف بضائعهم القديمة على المتسوقين، مضيفة: «نحن النساء نحرص على اقتناء الجديد دائماً»، لذلك نرى الازدحام في هذه الأيام على أشده. من جهته، قال مدير مرور حفر الباطن المقدم ماطر الحميداني، ل»الشرق»، تم وضع خطة مرورية خاصة بشهر رمضان لفك أي اختناقات ولضمان انسيابية حركة السير، مشيراً إلى أن الخطة ركزت على تنظيم حركة المركبات في منطقة الحي التجاري وتنظيم المداخل المؤدية إلى السوق وإغلاق بعض الطرق الأخرى. وأكد الحميداني أنهم يتبعون خطة معينة بدأت منذ دخول شهر رمضان المبارك تهدف إلى تخفيف ازدحام الطرق ومداخل السوق. تضطر كثير من المحلات للسهر حتى مطلع الفجر (تصوير: فواز الأسلمي)