تشهد الأسواق التجارية مع اقتراب العشر الأواخر من رمضان ازدحاما ملحوظا خاصة ممن حرصوا بشدة على شراء مستلزمات العيد، وذلك بسبب خوف الكثيرين من موجة غلاء الأسعار التي تشهدها الأسواق عادة في آخر أيام رمضان. "الوطن" رصدت آراء عديد من الأسر في بعض المراكز التجارية الكبرى بمدينة جدة حول استعداداتهم للعيد وخططهم للتسوق، حيث أكد الكثير منهم أنهم يفضلون التسوق قبل العيد بأكثر من 10 أيام رغبة في التخلص من الازدحام الذي تشهده الأسواق عادة قبل العيد بأيام، كذلك فإن الاختناقات المرورية سبب رئيسي في الابتعاد عن التسوق في الأيام الأخيرة من رمضان. المتسوق خالد الزهراني كان برفقة عائلته في أحد مولات جدة وأكد أن إصرار كثير من الأسر على التسوق في الأيام الأخيرة من رمضان له جوانب سلبية، مؤكدا أن هذه الجوانب تتمثل في ارتفاع أسعار السلع والبضائع بشكل كبير إذ يستغل تجار الملابس هذه الفترة في رفع أسعار القطع إلى الضعف، على حد قوله. وقال الزهراني إنه يضع كل عام خطة شرائية لأسرته يتم خلالها اختيار الأوقات المناسبة لشراء احتياجات العيد، ولكن ليس في آخر أيام رمضان، مشيرا إلى أن بعض الأسر تضطر للانتظار حتى الأيام الأخيرة في رمضان وذلك بسبب أن هناك تجارا يرغمون المتسوقين على ذلك من خلال عدم عرض البضائع الجيدة إلا في الأوقات الحرجة والأخيرة من الشهر الكريم وبالتالي تكون هذه البضائع بأسعار خيالية، مما يدفع الأسر إلى شراء السلع المعروضة مهما كان الثمن. من جهتها، قالت المتسوقة فاطمة عسيري إن استغلال الأيام الأولى من العشر الأواخر من رمضان في شراء مستلزمات العيد يخفف عن الأسر ضغوطات سلبية تتعرض لها خلال اليومين الأخيرين من رمضان، كما يساعد ذلك على محاربة حمى التسوق قبل العيد إذ إن هناك الكثير من الناس الذين يجهلون سياسات الشراء الصحيحة ولعل أهمها اختيار الأوقات المناسبة ووضع ميزانية معينة إلى جانب وضع قائمة تضم كافة الاحتياجات الضرورية وهذه الخطة تجنب الأسر أوقات الزحام في الأسواق والتي تعرف بالذروة. وأضافت أن عدم الترتيب المسبق من قبل الأسر في وضع جداول يتم من خلالها اختيار أوقات الشراء المناسبة لمستلزمات العيد يوقع الكثيرين في حرج شديد ما بين موجة غلاء الأسعار والاختناقات المرورية. وبينت فاطمة "أن من عيوب التسوق في رمضان ظهور التخفيضات الكبرى على بضائع تضم ملابس وإكسسوارات وأدوات تجميل وغيرها وبأسعار مخفضة، لكنها من النوعيات الرديئة، وللأسف لا توجد جهات تشرف على المحلات التي تروج لهذه البضائع". بدوره يقول المتسوق نايف فيصل إن بعض الأسر تقع في مشاكل مالية بسبب ازدحام المحلات التجارية بالمتسوقين، حيث يعتمد كثير من هؤلاء على الدفع عن طريق البطاقات الائتمانية ويقعون في فخ تعطل الشبكات وإرباك المتسوقين ويصادف المشتري ما يعرف بالعمليات الملغاة وخصم القيمة ويبقى الشخص في حالة انتظار طويلة حتى تعود إليه المبالغ التي حسمت من حسابه. زياد البراقي وهو صاحب محل في أحد المولات التجارية أكد أن الأسر تفضل أن تشتري احتياجاتها قبل حلول العيد بأيام كثيرة تجنبا للزحام، بينما ينتظر البعض نهاية الشهر بسبب عدم وجود السيولة المالية الكافية. يذكر أن قسم التخفيضات في الغرفة التجارية بجدة سبق أن وضع عددا من الشروط لإجراء التخفيضات للمحلات التجارية، حيث تصدر الغرفة التجارية قرارها خلال أسبوع من تاريخ تقديم طلب عمل التخفيضات إليها، وفي حالة الموافقة يعطى مقدم الطلب ترخيصا لتقديم التخفيضات المطلوبة، كما تخطر وزارة التجارة أو فروعها المختصة بصورة منه قبل الموعد المحدد لإجراء التخفيضات بعشرين يوما على الأقل، ويجب أن يتضمن الترخيص أسباب إجراء التخفيضات، ومدة إجراء التخفيضات وتاريخ بدايتها ونهايتها، وقائمة بالسلع التي يسري عليها التخفيض، ويجوز الاكتفاء بترخيص واحد لمن كان له أكثر من محل في المدينة الواحدة مع مراعاة أنه يجب ألا يقل المعدل العام للتخفيضات عن 15% من السعر خلال الشهر السابق على بدء التخفيضات.