شرع العديد من الأسر في النزول إلى الأسواق للاستعداد مبكرا لعيد الفطر، قبل الازدحام المتوقع في العشر الأواخر من شهر رمضان الجاري. وذكر عدد من المتسوقين أن الشراء المبكر مريح جدا للأعصاب، فلا زحام ولا ارتفاع في الأسعار كما يحدث في أواخر رمضان، حيث اعتاد معظم الناس أن يتسوقوا في هذه المواعيد. إلا أن بعض الناس يعتقدون أن التسوق المتأخر له ايجابيات كثيرة، فمعظم البضائع الجديدة خاصة الملابس تطرح في الأسواق قبيل العيد بأيام، وبالتالي فإن الزحام الذي تشهده الأسواق في تلك الأيام مبرر، وعليهم أن يحتملوه فلكل شيء مقابل. «شمس» استطلعت آراء بعض المتسوقين في إحدى الأسواق الكبرى بالعاصمة المقدسة حول خياراتهم في مسألة التسوق وخططهم للاستعداد للعيد، حيث أبدى ناصر الرويس الذي كان رفقة أسرته اقتناعه بفكرة التسوق المبكر، وذلك لعدة أسباب: ارتفاع الأسعار الذي يحدث في الأيام الأخيرة من رمضان، حيث يستغل أصحاب المتاجر تدافع الناس إلى الأسواق. وعدم وجود أي اختلافات بين البضاعة المعروضة الآن وتلك التي ستعرض لاحقا، كما يحاول أصحاب المحال إيهام المتسوقين بذلك. وأشار إلى أنه يشتري مستلزمات العيد بألف ريال في بداية الشهر، في الوقت الذي تتضاعف فيه أسعار المستلزمات نفسها في آخر الشهر. واتفق محمد مسفر مع الرويس في أفضلية التسوق المبكر حيث لا زحام ولا ارتفاع غير مبرر في الأسعار «بعضهم يؤجل الشراء إلى الأيام الأخيرة، ما يعرضهم لمواقف صعبة ومنها الزحام الشديد وارتفاع الأسعار أو نفاذ أنواع معينة من البضائع». لكن المتسوق بخيت اعتبر أن الأمر يعتمد على ظروف وعوامل، منها الحالة المادية للمتسوق، فمن تتوافر لديه سيولة فالأفضل له دون شك التسوق المبكر، أما إن حدث العكس فلا خيار أمامه سوى الانتظار إلى نهاية الشهر. لكنه هو شخصيا يفضل التسوق المبكر حتى يتفرغ للعبادة في العشر الأواخر، وهو ما يجب أن يحرص عليه الجميع قدر الإمكان. من جانب آخر، أشار سعد الزبدي «صاحب محل» إلى أن إقبال المتسوقين على الشراء في الأوقات الحالية، يكثر في ساعات الصباح تفاديا للزحام في الفترات المسائية، حيث يخرج الكثيرون بعد صلاة التراويح، مشيرا إلى أن قسما كبيرا من المتسوقين درج على تأخير التسوق حتى الأيام الأخيرة من شهر رمضان، ربما في انتظار توافر السيولة الكافية، فشهر رمضان يستنزف كثيرا منها في شراء حاجاته وإعداد ولائمه وغير ذلك من أوجه الصرف الأخرى. وأضاف محمد عز الدين «بائع في محل إكسسوارات» أن إقبال المتسوقين يزداد في الأيام الأخيرة من الشهر، وهذا هو السبب في الضغط الكبير الذي تتعرض له الأسواق في هذه الأيام. لكنه أشار إلى أن المحال التجارية تحتاط بتوفير الكميات المناسبة من البضائع خاصة الملابس، لمواجهة هذا الإقبال الكبير، وكذلك العمل طوال أيام الأسبوع، وتمديد ساعات العمل لوقت متأخر من الليل. أما البائع عبدالرحيم حافظ فذكر أن أكثر المتسوقين في العشر الأواخر هم من فئة الشباب، ويفضلون شراء حاجاتهم في اللحظات الأخيرة لضمان الحصول على بضاعة متميزة. ونفى أن يكون هناك تعمد لرفع الأسعار في هذه الأيام، مشيرا إلى أن بعض الإرساليات لا تصل إليهم إلا متأخرا .