كشفت مصادر سودانية مطلعة عن تعديل وشيك في هرم الحكومة السودانية يشمل تعديلات في مؤسسة الرئاسة السودانية. ورجحت المصادر مغادرة النائب الأول للرئيس علي عثمان طه، موقعه الرئاسي ليحل مكانه رجل الإنقاذ القوي الفريق أول بكري حسن صالح، فيما يغادر طه إلى البرلمان حسب المصادر.وكشفت عن خلافات عميقة داخل الصف الحكومي في أعقاب معركة «أبوكرشولا» التي شنتها قوات المعارضة المسلحة «الجبهة الثورية». وتوقعت المصادر أن يشمل التعديل الحكومي المرتقب وزارة الدفاع، وبحسب المصادر فإن الخطوة تعد في اتجاه عسكرة الحكومة من خلال الموقع الجديد لرجل الإنقاذ القوي بكري حسن صالح.وكان حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان قال إن المبادرة التي يعتزم الرئيس السوداني المشير عمر البشير إطلاقها تمثل المخرج والحل لجمع الصف الوطني، لتحقيق المصالحة وإنهاء التمرد في السودان، مشيراً إلى أن المبادرة الرئاسية ستجمع المبادرات السابقة التي طرحت حول تحقيق الوفاق والمصالحة. وأوضح أمين الإعلام في المؤتمر الوطني ياسر يوسف، في تصريحات صحفية عقب اجتماع القطاع السياسي، أن تنفيذ مبادرة الرئيس السوداني التي أكد دعم الحزب لها، ستحقق الوفاق الوطني والسلام على الأرض، وأضاف «المبادرة ستمثل المخرج والحل لكثير من القضايا والمشكلات التي يعاني منها السودان، وأنها ستكون خيراً وسلاماً للسودان وقيادة التنمية على المستوى القومي».وتوقعت المصادر أن يُحدِث التعديل المرتقب نقلة نوعية في علاقات السودان بدولة جنوب السودان، خاصة في أعقاب التعديل الأخير الذي أجراه الرئيس الجنوبي سلفاكير ميار ديت، وإبعاده العناصر التي عكّرت صفو العلاقات بين البلدين لتحيزها الواضح للمعارضة السودانية المسلحة التي تريد الإطاحة بحكومة الرئيس البشير تمهيداً لإفساح الطريق لإنزال مشروع السودان الجديد في البلدين. ورجحت المصادر تحسُّن العلاقات السياسية والاقتصادية بين دولتي السودان، خاصة بعد إبعاد القيادات السياسية في دولة الجنوب التي كانت تميل لتوفير الدعم المالي والسياسي واللوجستي للمعارضة السودانية المسلحة لتغيير النظام. وأعلن رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت، أمس، أنه يعتزم تشكيل حكومة جديدة مصغرة، وكان سلفاكير أصدر الأسبوع الماضي قراراً باعتقال الأمين العام لحزب الحركة الشعبية الحاكم باقان أموم، وتم وضعه تحت الإقامة الجبرية، وتوجيه تسع تهم له من بينها تقويض النظام. ويعتبر باقان أموم أوكيج من أشد الداعمين للمعارضة السودانية المسلحة، والمراهنين على إسقاط النظام في الخرطوم.