للحظة، صديقي الذي فضل عدم ذكر اسمه، تمنى أن يذهب إلى سويسرا ليعمل في وظيفة «بقرة» وذلك بعد أن شاهد عبر برنامج «خواطر» كيف يقوم السويسريون ب»تدليع» أبقارهم، إلى درجة أن المرأة السعودية أصبحت «بعد الحلقة» تعتبر وصفها من قبل زوجها ب «البقرة» غزلا محببا يؤجج أنوثتها. في سويسرا، تربية البقر والاستثمار فيه يعد شأنا استراتيجيا نتج عنه «نفط» حيواني يحقق للنائج القومي أرقاما ذات أصفار تسعة، وفي المقابل، أية دولة عربية لديها مراع خضراء، يعتبر الفقر فيها «قرارا استراتيجيا» لأن حكوماتها هي التي قررت بالإجماع أن تكون فقيرة، وهي لا تستحق معونة عربية، وميلها ومزاجها السياسي سيكون دائما مائلا إلى صندوق النقد الدولي للاستدانة وتحميل قطاعها الحكومي بكثير من الديون والضرائب ورفع الدعم عن الخدمات والمنتجات الأساسية، لأنها ببساطة لم تفكر في الحد الأدنى، لم تفكر في البدائل الاقتصادية، مثل اليمن التي لديها أفضل مناخ وتربة لزراعة القهوة التي تعد ثاني أكثر منتج بيعا في العالم، ولم تفكر الأردن مثلا في الخدمات اللوجستية، ولم تفكر سوريا في الاستثمار السياحي والعقاري، ولم تفكر السودان في البقر. بقر يا جماعة، إنه مجرد بقر.