قادتني رئتاي، (على طريقة “قدماي”)، في الثالثة من صباح أمس لمستشفى، ملء البصر والمرض و(المشرحة). طرقت نافذة صيدليتها برفق من يخشى غضبة (النائمين عليها).فَتَحَت النافذة ضلفتيها الناعستين عن صيدلي أكثر نعاساً. لو سمحت داير مضاد حيوي. عشان شنو؟! عندي التهاب في الصدر. تردد الصيدلي، مد يده، تراجع، حدّق فيّ قليلاً، فرك عينيه، سَعَل، استيقظ، قال: (هات روشتة من الدكتور). والدكتور دا وين؟! في غرفته، شمال إيدك اليمين. أدرت ظهري بحثاً عن غرفة الطبيب، فصفع الصيدلي النافذة على ظهرها وأغلقها. حشرت نصف جسدي في فراغ باب الغرفة، وجدته مكرفساً من البرد، يهتز في شخير العارفين من أهل العلم، (أكثر من سبع درجات بمقياس ريختر). هممت بإيقاظه، فتّشت جيوبي للتأكد من قدرتها على الصمود أمام مستقبل (ما بعد الشخير). هبْ أن الكشف كلّفني (مائة ريال)، والمضاد بعشرين؟!طرقت باب صدري مرّتين، سمعت هسيساً أقل بدرجتين من مقياس ريختر عن شخير الطبيب. أعدت النظر في الغرفة. نظيفة ومعطرة، تستحق (المائة رجفة وريال)، فلماذا أستكثرها عليه؟! بسْ أنا ما عندي! أتراه طمع الصيدلي (الناعس) في زبون جديد لجاره (الشاخر)، أم تقيداً صارماً بالروشتة؟! هل يكفي جلوس الأطباء ومن في حُكْمَهم من الكائنات الليلية بأماكنهم شاخرين مستبشرين مستبسلين (حاول نطقها ثلاث مرات بعد كل شهقة)، هل يكفي دلالة بكونهم تحت الطلب؟! صرفت النظر عن الطبيب، بعد أن أكبرت تفانيه في تحضير درجة الشخير، وقلت سراً: (اتغطى كويس يا دكتور، كدا يجيك التهاب).