تزخر مدينة جدة بنخبة من القراء الذين يحرص المصلون في شهر رمضان المبارك على أداء صلاة التراويح خلفهم، غير أن كفاءة ومستوى القارئ تتباين في الجودة والإتقان، ويعدُّ القارئ الشيخ خالد عبدالكافي من القراء المتميزين، حيث استطاع عبر سنوات عديدة المحافظة على مستواه ونشاطه في إمامة الناس، حيث يقصده المصلون من شتى أنحاء المدينة لما يتمتع به من قراءة متقنة وصوت رخيم، وتفاعل فريد مع القراءة في الصلاة مما يجعل المصلين خلفه يتأثرون ويخشعون. وقد تنقل الشيخ لأكثر من مسجد غير أن محبيه يتبعونه أينما ذهب، واستقر به الحال في حي المسرة بجدة، وهو أحد الأحياء الراقية والهادئة. الشيخ خالد عبدالكافي أثناء إمامته المصلين «الشرق» حضرت لنقل الصورة من مسجده، والتقت به، فقال إنه يؤم المصلين حالياً في مسجد السيدة عائشة كعكي رحمها الله تعالى، وقد افتتح في 1429ه، وهو جامع كبير فيه مصليان واحد للرجال بمساحته التي تتسع لقرابة 1400 شخص في آن واحد، وهناك مصلى للنساء بنفس الحجم في بدروم المسجد، والمسجد له طراز معماري مختلف وبديع، حيث إن قبته صُممت على كامل مساحة المسجد، فهي قبة كبيرة جداً، وتوجد مرافق في المسجد مختلفة كالمكتبة التي لاتزال تحت التجهيز، كما أنَّ هناك غرفاً في الأسفل خُصصت لعدة أغراض كإدارة الجامع، وإدارة التحفيظ، وقاعة الاجتماعات، وفصلين دراسيين للتجويد، وهناك ملحق خاص بالمسجد وهو دار تحفيظ (سمية بنت خياط) للنساء، وتوجد حلقات تحفيظ أيضاً في القسم النسائي. ومن أنشطة المسجد أنه يغذي المساجد المجاورة في إفطار الصائم، كما أن المسجد يهتم بشريحة الشباب ويقوم بعمل دوري رياضي وبرنامج للشباب تحت اسم (القرآن لك)، وكذلك لدينا دروس يومية يقدمها عدد من الدعاة بعد التراويح، وبعد درس الرجال يأتي درس النساء مباشرة، ومن مناشط مسجد السيدة عائشة كعكي أيضاً المسابقة الرمضانية التي تدشن في كل عام وهي متوفرة على الشبكة العنكبوتية وعليها جوائز توزع في أنحاء جدة وخارجها. وتحدث الشيخ عن طلبه القرآن الكريم، فقال: «كان مما أعانني وشجعني على طلب القرآن الكريم والإمامة هو والدي الذي كان له اهتمام كبير بذلك، والجو العائلي الذي تربيت فيه، حيث إن عمي الشيخ أحمد الصاوي عبدالكافي كان إماماً للمسجد النبوي، والجد عبدالكافي كان ممن يلقي الدروس في المسجد النبوي، واقرأ الآن إجازة على الشيخ محمد موسى الشريف، وحصلت على إجازة من الشيخ محمد إدريس الأركاني وإجازة أخرى في الموطأ للإمام مالك، وكنت قد درست التجويد على يد الدكتور عدنان الحبشي، وهو استشاري أورام، وكان هو أول من علمني التجويد وأول من وقف معي وشجعني، ثم الشيخ عادل أبوشعر والشيخ محمد موسى الشريف، واستفدت من المراجعة عن طريق مقرأة الشيخ موسى جاروشة، وأنا أقرأ برواية حفص عن عاصم وأختم ختمة واحدة في الصلاة في رمضان». سيرة ذاتية: الشيخ خالد محمد عبدالكافي. إمام وخطيب جامع السيدة عائشة كعكي. وُلد في مكةالمكرمة. حصل على بكالوريوس الدراسات القرآنية من كلية المعلمين في جدة. يحفظ كتاب الله كاملاً. إمام وخطيب جامع الشربتلي في جدة سابقاً حتى عام 1427ه. إمام وخطيب جامع خادم الحرمين الشريفين في جدة سابقاً عام 1428ه. يقرأ إجازة قرآنية على الشيخ محمد موسى الشريف. حاصل على إجازة قرآنية من الشيخ محمد إدريس الأركاني. حاصل على إجازة في الموطأ للإمام مالك. متزوج وله ثلاثة أبناء محمد وعبدالله وعزام. معلم للقرآن الكريم في وزارة التربية والتعليم. طراز معماري جميل لقبة المسجد جانب من المصلين في مسجد السيدة عائشة كعكي (تصوير: محمد الأهدل)