تحفل المدن السعودية بميلاد قراء جدد على مر السنين، فعند وصول عدد كبير من القراء المخضرمين إلى سن لا يمكنهم من أداء صلاة التراويح بذات القوة والحيوية التي كانوا عليها قبل أعوام، يحاول بعضهم أن يبحث بين طلابه عن طالب نجيب مجيد، ليوفر له فرصة الإمامة بالإنابة عنه، هذه هي الطريقة التي بدأ بها الكثير من القراء المشاهير اليوم، وبالطريقة ذاتها نحاول التفتيش عن أبرز الأسماء التي سيكون لها مستقبل جيد، خاصة إذا أصبحت الساحة خالية من وجود الأئمة المعروفين، الأمر الذي يدفع بعضهم إلى الاستقلال بعد نيله هذه الفرصة، لتبدأ رحلته في إثبات الذات. وكثير من القراء يجد نفسه محاصرا بعدد من المعجبين بعد كل صلاة، وربما عرض له مسجد لينتقل إليه، فتصبح فرصة نجاحه كبيرة، والشبكة العالمية (الإنترنت) لم تقصر في جانب الترويج لهؤلاء القراء، فقدمت العديد منهم عن طريق المقاطع الصوتية، وجعلتها متاحة إلى كل العالم، كما أن مقاطع البلوتوث لم تقصر هي الأخرى، في توفير جزء من الشعبية لهؤلاء القراء، ومن خلال قراءة سريعة نعرض أبرز هؤلاء القراء الذين يتوقع لهم مستقبل بارز في مقبل الأيام. صوت جهوري سعد السبيعي... قارئ ذو صوت جهوري عالي الأداء، يمتاز بإجادته وإتقانه لمخارج الأحرف، وضبطه التام لأحكام التجويد، كان بروزه بعد مقطع صوتي تم تداوله عبر أحد المواقع المتخصصة في القرآن الكريم، حيث كان إماما في حي النسيم شرق مدينة الرياض، واستقر به المطاف في حي الخليج، حيث يتولى إمامة جامع اللحيدان، وتحضر إليه أعداد كبيرة من الشباب، إلا إنه لم يحظ حتى الآن بالشهرة اللازمة ليتبوأ مقعدا بين القراء المشاهير في العاصمة الرياض، ويرجع الأمر إلى تباطؤ السبيعي في إصدار شريط صوتي؛ لأن قناعته الشخصية أنه لم يحن الوقت بعد. سيختصر الوقت جاء القارئ أحمد السويلم، بديلا للشيخ ياسر الدوسري، في جامع الشيخ ابن باز. ولأن الدوسري انتقل إلى حي غرناطة، أصبح السويلم هو الإمام الرسمي لجامع ابن باز، ويمتاز السويلم بصوت هادئ في قراءة القرآن الكريم، ومن جماعة مسجده الشيخ صالح بن حميد، الذي يسكن بالقرب من مسجده، ويتوقع أن يحظى السويلم باهتمام بالغ؛ لأنه أتى في جامع معروف من قبله، وكذلك لأنه مهتم جدا بالقراءة الهادئة، وعذوبة الصوت، ومع توفر المقاطع الصوتية، ووجود البث المباشر لصلاة التراويح، سيختصر وقتا طويلا ليكون أحد القراء المعروفين خلال مدة وجيزة. القارئ الشاب يصلي الشاب أحمد العبيد، بجامع الصفيان بحي السويدي، ويبلغ من العمر 17 سنة، وتحضر له أعداد كبيرة من الشباب، قراءته متقنة، وصوته مميز، وله بصمة خاصة به، ما يؤهله بشكل مباشر ليكون أحد الأئمة الذين يشار إليهم بالبنان، فالعبيد يحظى بمتابعة وعلاقة أخوية تجمعه بالقارئين ياسر الدوسري، وناصر القطامي، وهو يسير حتى الآن على خطاهما، العبيد الذي يشهد له كل من حضر إليه واستمع إلى تلاوته الجميلة، بأنه متقن للقرآن الكريم، خاصة وأنه أحد تلاميذ الشيخ المقرئ أحمد خليل شاهين. قارئ المنتديات من أبرز الأئمة الذين تشهد المنتديات القرآنية الحديث عنهم، هو القارئ نايف بن سعد الفيصل، الذي يقول عن نفسه: “أول صلاة صليتها إماما عندما كنت في المرحلة المتوسطة” وحول المساجد التي سبق أن أم المصلين بها حتى الآن؛ يقول: “صليت إماما في عدة مساجد بمدينة الرياض؛ أولها مسجد بلال بن رباح، بغرب الرياض، ثم انتقلت إلى مسجد الأميرة العنود، ثم الإمامة في مسجد مصعب بن عمير، بالعريجاء، وبعدها وجهت لي الدعوة لأصلي إماما بمسجد الجمعية الخيرية، التابع لحي معكال والشميسي، وانتهت بي رحلة الإمامة في مسجد الشيخ عبدالعزيز السحيم، بغرب الرياض بحي السويدي، وبالنسبة لحفظي للقرآن الكريم كاملا، فكان في عام 1426ه، ولله الحمد والمنة”. مصمم المواقع يؤم عامر المهلهل، المصلين منذ 13 عاما، فهو لا ينسى اليوم الذي طلب منه شيخه أحمد بن يسلم دعجوة، أن يتولى الإمامة في صلاة التراويح، حيث بدأ من جنوبجدة، حي الكندرة، في مسجد باتياه، وعمره حينذاك لم يتجاوز ال 12 عاما، المهلهل يفيد بأنه حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، وانتقل إلى مسجد زيد الخير، بحي النعيم، وبقي فيه لعام واحد، ليحط رحاله بعد ذلك في جامع خديجة بنت خويلد، إماما وخطيبا، مكث فيه خمس سنوات متتالية، لكنه فضل أن يتولى الإمامة في مسجد فقيه بكورنيش جدة، وواصل فيه لمدة عام ونصف العام، وهو الآن إمام لمسجد ابن سند الغامدي، في شارع صاري. المهلهل تحدث عن علاقته بالقراء الكبار في مدينة جدة، كتوفيق الصايغ، وشيخ الشاطري، وخالد عبدالكافي، بيد أنه على حد تعبيره هو: “لا يؤمن بوجود قارئ معروف وآخر غير معروف؛ لأنه لا يعدم أن يعرفه أهل حيه البسيط”. أصدر عامر المهلهل عددا من الأشرطة الصوتية، وله موقع خاص على شبكة الإنترنت، فهو بالإضافة إلى موهبته في قراءة القرآن الكريم، يجيد تصميم المواقع، وأسهم في تقديم هذه الخدمة لبعض زملائه القراء، كالقارئ إبراهيم مراد، والقارئ عمرو باكير، مؤكدا أنه قدم هذه الخدمة، كنوع من التعريف بهم، وإسهاما في انتشار القرآن الكريم على أوسع نطاق. الشهرة قادمة يقطن القارئ إبراهيم مراد، بحي الزهراء بجدة، وتولى إمامة مسجد الإمام محمد بن عبدالوهاب، وبدأ الإمامة في وقت مبكر، لكن القارئ مراد لم يتم التعرف عليه بشكل كبير من أهالي محافظة جدة، مع أن له موقعا على شبكة الإنترنت، لكن أغلب من يصلي معه، هم من أهالي الحي القريبين من المسجد، ولكن من المتوقع مع الوقت أن يصبح يوما ما، قارئا معروفا.