يزعم بعضهم أنه أب للتراث، يدعي وصلا بالصحراء ويذرف الدمع علىيها وهي التي توشك أن تندثر. يسل قلمه ويجمع النوادر، يتباكى على كتف المنبر على الإبداع الذي لا يعضد جهده ولا ينصر هدفه النبيل. هذا البعض، هذا الأكاديمي، كما يروي مبدع له حضوره الجميل، مزق صفحة الإهداء من كتاب إبداعي يستلهم التراث ويدعم مشروع صاحبنا على المنبر وأمام حشد في ملتقى المثقفين، وزاد بأن رمى بالكتاب على طاولة مهجورة. يبدو أن الدمع المذروف والمثالية المفترى عليها، تموت كثيرا في حضرة الآباء الذين يئدون أبناءهم ويبدو أنهم ينزعجون من البشر الذين يقدمون أنفسهم كبشر في حضرة هذه الأصنام. يشتهر صاحبنا بأنه يتغنى بالبداوة وقيمها وشيم أهلها ويبدو أن سلوكه ضد كل هذا الغناء البدوي الذي يقترفه! يا لبؤس من عاش في الغرب عقدين من الزمن ولم يتعلم منه إلا آليات البحث بعد أن فشل في أن يتبنى بعض قيمه الجيدة. ما زال الجاهلي على جاهليته ولم يجاوز فحولة أجداده الذين رسخوا صيغة «أفعل» في فكرنا وسلوكنا وتعاملنا مع الآخر. أقول لمبدعنا الخلوق الذي لم ينسق لردة الفعل الآنية غير الثقافية: سيعلق الزمن فأس إبراهيم على الوثن وستحيا الأرواح في النصوص رغما عن كل القبح الذي يلفح قلوبنا.