لم يشفع لضاحية الملك فهد في الدمام كونها أكبر المخططات السكنية في المنطقة الشرقية، وتميزها بموقع استراتيجي مهم، في أن تتمتع بوجود الخدمات الأساسية من جميع النواحي، على رغم عمر المخطط السكني الذي اقترب من 25 عاماً. وتضم الضاحية نحو 25 ألف قطعة أرض. وأوضح ساكنو الضاحية ل”الشرق” أن معاناتهم لا تقتصر على غياب الخدمات الأساسية، وإنما تتعدى ذلك؛ نظراً لما يواجهونه من ملاحظات سلبية من عدة أوجه، وطالب السكان إيصال همومهم التي يواجهونها في حيهم إلى المسؤولين المعنيين. خدمات ضرورية ويقول محمد بجاد “لاشك أن المخطط يعدّ من أكبر المخططات على مستوى المملكة، ويمتلك موقعاً مهماً؛ لارتباطه بمدن المنطقة الرئيسية بشكل مباشر، وقربه من المطار، إلا أن مشكلة الحي تكمن في عدم توفير الخدمات الأساسية حتى الآن؛ ما أسهم في تراجع قيمة الكثير من الأراضي”. ويتفق معه في الرأي عبدالله الخالدي من ناحية افتقاد الحي للخدمات الأساسية، ويشببه بأنه صحراء قاحلة فوقها مبانٍ سكنية، مع وجود سفلتة رديئة في شوارعها، موضحاً أن معظمها تنتظر مشروعات السفلتة، وخصوصاً أنها طرق ترابية وردميات. ويطالب سامي البراهيم من الجهة المختصة سرعة تنفيذ مشروعات المياه، مبيناً أن معظم السكان وسيلتهم الوحيدة لجلب المياه داخل منازلهم هي “الوايتات”، يستغل بعض مالكيها حاجة سكان الحي للمياه برفع الأسعار، خلاف لما تشهده أحياء داخل الدمام. بطء وظلام ويأمل سعيد الغامدي من الجهات الجهات المعنية مزيداً من الاهتمام بمخططهم، حيث إن خدمات البنية التحتية لم تصل لمعظم الأحياء السكنية بداخله، فيما لايزال العمل بطيئاً جداً في المشروعات التي تم البدء بتنفيذها، ويعتقد أن من أكبر العوائق التي تواجه سكان الحي ندرة مشروعات الإنارة؛ ما يجعل الحي يخيم عليه الظلام تماماً، مبيناً أن الشوارع التي تمت إضاءتها قليلة جداً مقارنة بمساحة الحي، مضيفاً أن هناك العديد من أعمدة الإنارة في الشوارع الرئيسية والفرعية والداخلية، وهذه الأعمدة لم تتم إضاءتها حتى الآن، رغم مرور وقت طويل على وجودها. إحباط.. ويؤكد علي الزهراني على وجود حالة من الاستياء العام والإحباط لدى سكان الحي؛ نظراً لواقعه المرير والوعود الزائفة التي يسمعونها من مسؤولي الإدارات الحكومية، وأضاف “يحتاج الحي إلى معظم الخدمات من دون استثناء، كالمدارس والحدائق والمتنزهات والأسواق والمجمعات الحكومية والمراكز الصحية، وغيرها من المرافق العامة، التي توجد لها مواقع مخصصة، ولكن الواقع يقول إن هذه المواقع في دائرة النسيان حتى إشعار آخر”. معاناة! واتهم سيف القحطاني المسؤولين عن المخطط بأنهم في سبات عميق، ولا علاقة لهم بالأمر، وأوجز أهم الخدمات التي يحتاجها سكان “الضاحية” بالمساجد والمدارس والمراكز الصحية، مضيفاً أن هذه الخدمات في مقدمة احتياجات السكان؛ لما لها من أهمية، إضافة إلى المعاناة اليومية التي يواجهونها بسبب غياب الخدمات. تحذير.. ويحذر محمد القحطاني من وجود “الكسارات” غير النظامية بالقرب من المباني السكنية، ومصنع كبير للجلود، تعم رائحته الكريهة الحي، وأضاف أن المنشآت نتجت عنها آثار صحية للسكان، مطالباً في الوقت ذاته تشكيل لجنة لتدارك الوضع الحالي قبل حدوث ما لا تحمد عقباه، وأبدى تذمره مما يشهده الحي من مخلفات المباني التي أصبح منظرها مألوفاً في ساحات الحي وشوارعه، إثر رمي المقاولين النفايات، واستخدام عدد من ساحات الحي في تجميع الخردة والإطارات وغيرها، من مواد يقوم بجمعها أفراد من العمالة الوافدة بعيداً عن عين الرقيب، ووصف وضع الحي بأنه يعدّ “رأس القمامة” على مستوى حاضرة الدمام. الأمانة ردمت وسفلتت من جهته، أوضح وكيل أمين مدينة الدمام للمشروعات والتعمير، المهندس جمال بن ناصر الملحم، أن الأمانة ردمت وسفلتت العديد من الشوارع في المخطط، مضيفاً أن عدم تنفيذ بعض الخدمات الرئيسية يحول دون استكمال أعمال السفلتة في بقية الشوارع، مؤكداً أن الأمانة ترى أن السفلتة في هذه المواقع التي لم تصلها الخدمات بمثابة هدر للأموال؛ نظراً لعدم وجود بناء حولها في الوقت الراهن، وعدم وجود البنية التحتية. وأشار الملحم إلى وجود لجنة لتنسيق المشروعات بين عدد من الجهات، كإدارة المياه، وشركتي الكهرباء والاتصالات؛ بهدف دمج عدد من المشروعات في الضاحية. وأشار مدير عام المياه في المنطقة الشرقية بالإنابة، المهندس سراج بخرجي، إلى الانتهاء من تمديد وتشغيل شبكات المياه للأحياء (الأول والثاني والثالث) بصورة نهائية، فيما تم تمديد الشبكات جزئياً للحيين الرابع والسادس، وجارٍ حالياً تشغيل الأجزاء المنتهية. مشروعات حديثة لسفلتة الشوارع (الشرق)