غابت الأحياء الجنوبية في محافظة تبوك عن خطة المشروعات التطويرية التي اعتمدتها أمانة المنطقة مؤخراً لتطوير البنية التحتية والخدمات الأساسية، التي شملت مختلف أحياء المحافظة لرفع مستوى جودة الخدمات المقدمة وتعزيزها بما يلبي طموحات المواطنين والمقيمين والزوار. أحياء تبوك الجنوبية، التي أطلق عليها الأهالي “المنسية”، ومنها حي الأندلس الجديد، تشهد غياباً لأهم المشروعات الخدمية الأساسية، مثل: الصرف، الإنارة، والسفلتة، فيما أعرب سكان الحي عن استيائهم عما اعتبروه “إهمالاً من قبل مسؤولي الأمانة في تبوك”، وأفادوا في حديثهم ل”الشرق” التي نقلت معاناتهم، أن الخدمات الأساسية لا تنفَّذ في حيهم إلا بعد إلحاح في الطلب، وأنها تنفذ بعد ذلك بطريقة غير مرضية للسكان.
غياب السفلتة “الشرق” توجهت إلى حي الأندلس، ورصدت حاجته للعديد من الخدمات الأساسية، فيما ذكر المواطن سليمان العطوي أن أمانة تبوك عملت على سفلتة الشوارع الرئيسية في حي الأندلس عام 1429ه، وعند شروع المقاول في سفلتة الشوارع الفرعية اتضح له أنه لابد من زيادة ردم الشوارع الفرعية، ليتساوى منسوب المياه مع الطرق الرئيسية التي سبق سفلتتها، وعندما بدأ المقاول في الردم اتضح أن ارتفاع الشوارع الداخلية سيكون بمستوى فوق عتبات البيوت بنحو أربعين سنتيمتراً، فتوقف مشروع السفلتة.
الصرف الصحي أما بالنسبة لمشروعات الصرف الصحي، فأكد الأهالي أن الأمانة شرعت في شهر شوال من عام 1431ه، في سفلتة بعض شوارع الحي التي تم حل مشكلة تصريف منسوب المياه فيها للطريق الرئيسي، غير أنها تركت أربعة شوارع أخرى لم تسفلت بسبب انخفاض منسوب المياه، وأنهم خاطبوا أمين تبوك بضرورة إيجاد حل للشوارع الفرعية التي لم تسفلت، لكنهم لم يجدوا تجاوباً، “إلا وعوداً لم تر النور حتى هذا اليوم، ودراسات لم تنتهِ بعد” بحسب الأهالي. المجلس البلدي في تبوك ناقش في وقت سابق شكوى المواطن سليمان العطوي بشأن توقف السفلتة في أربعة شوارع في حي الأندلس، وخاطب أمانة تبوك بشأن الشكوى، وجاء رد أمانة تبوك بأنه تم الانتهاء من الدراسات من قبل مكتب استشاري، وسوف يتم تكليف مقاول السفلتة بالبدء في العمل بعد الانتهاء من مشروع الصرف الصحي، الذي يتم التنسيق مع وزارة المياه بخصوصه. تبرير الأمانة من جهة ثانية، بررت أمانة تبوك ل”الشرق” التأخر في سفلتة هذه الشوارع على لسان المهندس محمد حسني هاشم مدير الإدارة العامة للتشغيل والصيانة، بأن المقاول انتهى من عمل الدراسات الهندسية بشأن سفلتة الشوارع المتبقية من الحي، وقد اعتمدنا التصاميم. شكاوى أهالي الأحياء الجنوبية تجاوزت السفلتة إلى مشروعات الصرف الصحي، على الرغم من انطلاق العمل في مشروع الصرف الصحي الشامل في مدينة تبوك قبل سنوات، إلا أن هذا المشروع لا يزال حلم سكان حي الأندلس.من جانبه، أكد ل”الشرق” مدير المديرية العامة للمياه بتبوك المهندس صالح خلف الشراري أن “مشروع الصرف الصحي في حي الأندلس تم الانتهاء من ترسيته على إحدى الشركات المتخصصة، وسوف يبدأ العمل في إنشاء شبكة للصرف الصحي خلال الأشهر المقبلة”.
أحياء في الظلام ومثل بقية شوارع الأحياء الجنوبية، تغرق شوارع حي الأندلس الفرعية في الظلام، فلا توجد أعمدة إنارة في الشوارع، وسكان الحي يتذمرون من كثرة السرقات التي تحدث تحت جنح الظلام الدامس، الذي يجتاح شوارع الحي، وقد رصدت عدسة الكاميرا خلو شوارع الأندلس الفرعية من أعمدة الإنارة، ولوحظ اعتماد السكان على إنارة الشوارع بتكثيف الإنارة الخارجية في منازلهم لإنارة الشارع.كما امتعض المواطن محمد العميري من الطريقة البدائية التي قامت بها شركة كهرباء تبوك، “حيث قامت الشركة بتوصيل الكهرباء عن طريق الأعمدة الهوائية المكشوفة لمنازلنا”، مطالبا بضرورة “مساواتنا بالمشروعات الخدمية التي شملت أحياء تبوك الراقية”. مكب النفايات وذكر المواطن حمدان البلوي أن سكان حي الأندلس يعانون كثيراً من محرقة تبوك، التي تبعد عن الحي نحو أربعة كيلو مترات، حيث تتلبد سماء الحي بالدخان والروائح الكريهة، خصوصاً إذا كان اتجاه الرياح إلى الحي، وقد تسبب ذلك في تفاقم مشكلة المرضى الذين يعانون من الربو، مطالبا الأمانة بضرورة تغيير موقعها. من جهة ثانية، أفاد أمين تبوك المهندس محمد عبد الهادي العمري في وقت سابق، أن هناك موقعاً جديداً يقع شرق الوادي الأخضر تم اختياره وتحديده من قبل الأمانة، وتم وضع دراسة ومناقلة لترسية المشروع على مقاول متخصص يقوم بتشغيل الموقع بطريقة الطمر الصحي.
حراج لبيع الأغنام وأكد سكان من الحي أن الشارع الرئيسي الذي يفصل بين حي الأندلس وحي النظيم، يتحول صباح كل جمعة إلى حراج لبيع المواشي، حيث تتكدس سيارات مواطنين محملة بالأغنام للبيع، وتسبب ذلك في إغلاق مدخل حي الأندلس؛ مما أدى لتذمر السكان وإبداء معاناتهم مع تجار المواشي، الذين يقومون برصف سياراتهم المحملة بالأغنام كل يوم جمعة ليمارسوا البيع والشراء، وكأن الأمانة لم توفر لهم مكاناً خاصاً لذلك؛ مما يؤثر على البيئة والمظهر اللائق، خصوصاً أن هذه السوق لها أربع سنوات وهي على هذا الوضع دون تدخل من الأمانة.