(انظُروا الخالة كُوندي/ تُكثر الجَريَ لعلّ الله يأتي بالأمُور/ زوِّجوها تمسك البيت تربّي النسلَ/ ترتاح من الجري إلينا كل يوم بالفُجور/ بصراحة: اتقوا الشبهةَ قوموا زوّجوها/ ينتهي الأصلع من حكّ الشعور)! أعرف أن الخبثاء من القراء سيبذلون غاية وسعهم ب(حك الشعور) للتعرف على الزعيم الأصلع، أعلاه. ما علينا.. الأبيات الساخرة للشاعر محمد جربوعة، قالها بحق وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس التي أقلقت بزياراتها المكوكية مراهقي الدبلوماسية العربية وهي تحمل (عصا) الإذعان الأمريكي في (إبطها الشرقي)، و(جزرة) عنوستها في (إبطها الشمالي). أسقط الشاعر موقفه السياسي على عنوسة (كوندي) ونال منها، راكباً سرج اللغة غير المنصفة (في الحتة دي)، ففي التعريف اللُغوي: عنست البنت عنساً وعنوساً: أي بقيت طويلاً بعد بلوغها دون زواج، فهي عانس، والجمع عوانس، أما الشاب الذي لم يتزوج فيُطلق عليه أعزب، أو عازب (والصحيح عزب)، وما بين الصفتين، تتجلّى (حقارة) اللغة التي تلقي بظلال كثيفة من (الكآبة) على العانس، وفسحة الأمل على الأعزب في حياة يجلّلها المال والرفاه وفسحة من العمر و(العيال). إذا لم يتزوج الرجل قيل أنه (أعزب)، والمرأة (عانس نكداء)، وحين يبلغ الرجل الأربعين من (خيباته) نقول أنه في ريعان الشباب، ولو بلغت المرأة ذات العمر، قلنا إنها (شابت وعابت). إذا أسرف الرجل في أمواله وصفناه بالكرم، ولو أسرفت المرأة قلنا أنها (زولة خرقانة)، ولو شاب الرجل وصفناه بالوقور، ولو تسللت ذات الشيبات على المرأة وصفناها بالعجوز الشمطاء! إشمعنا؟! لماذا نطوّع اللُغة كرباجاً نصلي بها وجدان المرأة؟!