جلست أختي بجواري وأخذت تلعب بخصلات شعري المسدلة على ظهري وتتغنى بجمالي فدلالي ثم رثّت حالي وقبل أن تنهي الموسيقى التصويرية للمشهد الحزين تحدثت عن شاب اسمه سعود مختتمة حديثها بسؤالي: ما رأيك بالزواج منه؟ توقفت عن قراءة الجريدة لثوان وأخبرتها برفضي.. فواجهتني بشدة الشاب جيد يحلم بالابتعاث وسيحرص عليك تزوجيه حتى يؤنس وحدتك ويزيح عنك لقب عانس. تبسمت وأجبتها يابختي عانس ليست العنوسة شبحا كما تظنون فأصل كلمة عانس في اللغة تعني المرأة المنتجة إلا أن مجتمعنا حوّلها لشبح ونصبها فزّاعة تفرّ منها الفتيات حتى إلى الجحيم وانضمت تلك الكلمة لكهف الكلمات الموحشة مع أمنا الغولة. دهشت حين قرأت إحصائيات العنوسة فأكثر من مليون سعودية حملت لقب عانس وحين رأيت سن احتساب العنوسة وجدته منذ العشرين أضحكتني تلك الإحصائيات فلو لم أقرأها ما علمت أني حملت لقب عانس بكل فخر وجدارة منذ أربع سنوات دهشت حين قرأت إحصائيات العنوسة فأكثر من مليون سعودية حملت لقب عانس وحين رأيت سن احتساب العنوسة وجدته منذ العشرين أضحكتني تلك الإحصائيات فلو لم أقرأها ما علمت أني حملت لقب عانس بكل فخر وجدارة منذ أربع سنوات ما ضير أن تعيش المرأة دون رجل وإن كان وجوده ضروريا في بعض الأحيان إلا أنني أفضل عدم وجوده على أن يوجد ويكون فاسقاً أو مدمناً أو ممن أراد قطعة أثاث يقتنيها في منزله ليقضي وطرا أو حاجة. خصوصا وأن البعض ندمن على الزواج بعد أن انقضت أيام العسل وبدأن بتقشير البصل ولعل تعدد اسماء الزيجات يؤكد مدى صحة هذا الرأي ويرسّخ في أذهاننا منظور المجتمع للزواج فما الهدف من زواج المسيار أو المسفار أو النهاري غير أنها تعزّز المثل المصري القائل (ظل رجل ولا ظل حيطة) وكأن المرأة لا همّ لديها سوى غرائزها ولو كانت كذلك فلماذا أمر الله النساء بالحجاب ولم يأمر الرجال؟ ليت العانس تفخر بعنوستها كما صورها الأستاذ عبدالله المقبل في قصيدته العانس: يقول الناس عانسة وإني يزيد بقولهم ألمي وحزني وألمح في خواطرهم سؤالا يحاصرني ويمعن في التفني متى تتزوجين وهل ستقضي سنينك دون أطفال تغني دعوني من تساؤلكم رجاء فما نفع التساؤل والتمني دعوني من تطفلكم فإني أراه يذلني ويزيد غبني ومن يدري لعل الخير أني أعيش بلا زواج أو تبني همسة: ظل رجل لا يكفي.. ولو كان كذلك لصنعت النساء تمثالاً لرجل وجلست تستظل بظله.