هناك مثل شعبي مصري يقول «ضل رجل ولا ضل حيطة» وهو يقال للتشجيع على الزواج اياً كان، هروباً من العنوسة مهما كانت. في الآونة الأخيرة بدأنا نسمع كثيراً عن إحصاءات لنسبة العنوسة في العالم العربي، تبين انها ازدادت كثيراً. في اللغة يقال عنست البنت عنساً وعنوساً: اي بقيت طويلاً بعد بلوغها دون زواج، كما يقال بارت البنت وهي من الارض البايرة، اي التي فسدت ولم تعد تعطي ثمراً. لا توجد سن محددة يمكن القول عندها ان الفتاة اصبحت عانساً، فذلك يختلف من مجتمع الى آخر ومن ثقافة الى أخرى، ذلك انه ينخفض في المجتمعات الريفية عنه في المجتمعات المدنية أو المتقدمة، حيث ترتفع نسبة الفتيات المتعلمات، مما يؤخر سن الزواج في شكل تلقائي. قبل 20 او 30 عاماً لم تكن هناك مشكلة او ظاهرة تسمى العنوسة، فقد كانت حالات فردية لا تذكر، فما الذي جعل العنوسة مشكلة او ظاهرة بحاجة الى حل؟ في البداية وعندما ارتفعت نسبة التعليم بين الاناث بدأت سن الزواج بالتأخر، حيث إن معظم الفتيات يفضلن انهاء دراستهن قبل التفكير بالزواج. وقد زادت البطالة وسوء الاحوال الاقتصادية في تفاقم المشكلة، حيث ادت الى عزوف الشبان عن الزواج في شكل اضطراري؛ كما ان ضعف التواصل والعلاقات الاجتماعية، يقلل من فرصة التعارف بين الشبان والشابات بغرض الزواج. وقد ادى الانفتاح في بعض الدول الذي أتاحه التطور التكنولوجي، من الشبكة العنكبوتية والفضائيات الى غيرها، الى انعدام الثقة بين الشباب من الجنسين في ايجاد شخص مناسب يستحق ان يختاره شريكاً لحياته. كما أن المشكلة المهمة والازلية المتعلقة بغلاء المهور ومتطلبات الزواج، وميل الكثير من العائلات الى الاهتمام بالمظاهر شكلت عبئاً كبيراً على الشباب الراغبين بالزواج. فنحن بحاجة الى نشر ثقافة الزواج وأهميته بين الشباب لأنه افضل مؤسسة اجتماعية عرفها المجتمع البشري، وذلك يقتضي تبسيط إجراءات الزواج ونفقاته ووضع حد أعلى للمهور وحل مشكلة البطالة للشباب، وإنشاء جمعيات أهلية تهتم بتسهيل التعارف بين الراغبين بالزواج ضمن اطار العائلة وتقاليد المجتمع. نسرين البرغوثي – الاردن – بريد إلكتروني