كشف مصدر فلسطيني رفيع المستوى ل«الشرق» النقاب عن تلقي السلطة الفلسطينية رسالة تهديد شديدة اللهجة من الإدارة الأمريكية، جراء رفضها المطلق للعودة إلى المفاوضات مع الإسرائيليين إلا بعد رضوخ إسرائيل للمطالب الفلسطينية، وعلى رأسها وقف الاستيطان. ولفت المصدر إلى أن الأردن يلعب دوراً حذراً جداً في عملية إعادة المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه: إن السلطة تعيش أزمة حقيقة عقب تلقيها تهديدات رسمية أمريكية جاء فيها «إذا لم تذهبوا إلى المفاوضات وتأخذوا أموال كيري وتعيشوا حياة رخاء فإننا سنشدد الخناق عليكم وسنضغط على الأطراف الدولية من أجل التوقف عن دعمكم مالياً، وسنجعلكم تعيشون حالة إفقار». وذكر المصدر أن القيادة الفلسطينية تجري حالياً مفاوضات سرية مع زعماء إسرائيليين يزورون مدينة رام الله في الوقت الذي يرفض الإسرائيليون بالمطلق شروط الفلسطينيين، في حين يؤكد رئيس دولة فلسطين محمود عباس استعداده لاستئناف المفاوضات إذا أوقفت إسرائيل الأنشطة الاستيطانية بمدن الضفة وبالذات في القدس. وكان ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قد كشف عن إجرائه مفاوضات سرية جمعته برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومستشاره أسحق موبخو نهاية عام 2010 وبداية عام 2011. وأشار عبد ربه إلى أنه التقى بمولخو ما يقارب عشر مرات خلال هذه الفترة. وأوضح أن الاجتماعات كانت تتم في مدينة القدس أو في بيت مولخو، وجرى بحث كل القضايا في هذه الاجتماعات، خاصة موضوع حدود الدولة. وأكد نتنياهو استعداده للعودة إلى المفاوضات على أساس الاعتراف بدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 67، ولكن نتنياهو عاد وتملص من هذا الموقف. واعتبر المصدر أن إمعان إسرائيل في الاستيطان بالقدس والضفة رسالة واضحة للإدارة الأمريكية ولوزير خارجيتها جون كيري، الذي من المتوقع أن يزور المنطقة للمرة الخامسة في إطار تحريك عملية السلام، بأنها لن تجدي نفعاً فلا مكان للأمل بإقامة دولة فلسطينية.