كلمة الإبداع لا نكاد نسمعها في بلادنا، في جميع المجالات عموما وفي الرياضة خصوصا إلا على سبيل السخرية أو المبالغة، وذلك عندما نقول «ماشالله فلان بدع»، أما في العمل الحقيقي فهي كلمة نكاد نلغيها من لغتنا العربية. فكروا معي أعزائي القراء، ما هي المشاريع أو الأفكار المبدعة التي يقوم بها المسؤولون عن رياضتنا. فكرت كثيرا، لكن مع الأسف لم أجد أي فكرة فيها إبداع، فانتابني شعور بالإحباط. وفي غمرة هذا الإحباط وجدت مسؤولا يتحدث مزهوا في إحدى القنوات، ويقول إن لدينا أفكارا عظيمة سوف نقوم بتطبيقها، شعرت لوهلة بشيء من السعادة، علني أتخلص من حالة الإحباط، إلا أنني اكتشفت أنني كنت واهما، فتحولت حالة الإحباط إلى حالة من القهر عندما أكملت الاستماع وليتني لم أسمع، فقد ذكر المسؤول أنهم قاموا بعمل جبار في تركيب الكراسي في الملاعب، وأنهم سوف يسوقون التذاكر إلكترونيا. الله أكبر، هل وصل بنا الحال إلى أن يكون إبداعنا (كراسي)، وأن تكون التذاكر الإلكترونية الموجودة في العالم منذ 2002 م، هي إبداعنا المقبل. في أمريكا أكثر كلمة أسمعها وأسمع صداها (creativity) وهي تعني الإبداع ولهذا هم يتقدمون. اسألوا كل الذين عاشوا في أمريكا سيقولون لكم إن معظم الأمريكان أغبياء، ولكنهم يبحثون عن الأذكياء والمبدعين لتولي المناصب، ومع الأسف وأقولها صادقا متيقنا أن معظم السعوديين أذكياء، ولكننا نبحث عن الأغبياء لنوليهم المناصب ولهذا نحن نتراجع. أرجوكم امنحوا الفرصة للمبدعين الذين يقولون لا للأفكار الغبية التقليدية وأبعدوا من أفكارهم لا تتعدى حدود (الكراسي)، الذين جعلوا حياتنا مملة رتيبة، وجعلونا ننظر إلى دول الجوار وكأننا ننظر إلى القمر، نراه لكننا لا نستطيع الاقتراب منه، لنقف دائما في صفوف المقلدين، والمقلد دائما مكانه المؤخرة.