أعتقد أنه لا غضاضة في امتطاء الدعاةِ الخيولَ! فلا بأس عليهم الثلاثة بإذن الله؛ لأن الترويح عن النفس مطلوب؛ كما أن نشر الشيخ «عادل الكلباني» الصورة من «أرض الحدث»وتعليقه عليها بشكل طريف يجب ألا يُفسد للود قضية؛ ثم إن المشايخ «أبخص» فيما يقع بينهم من أمور شخصية أو تجاذب في وجهات النظر! وأنا -كبقية عباد الله البسطاء- أسوق الحكاية من باب التذكير لهم بالحرص على التآخي ونشر المحبة فيما بينهم وإشاعة التسامح وغض النظر عن الزلّات! فجميعهم –والله يعلم- أحمل لهم كثيراً من الود والاحترام؛ إنما لا يمنع ذلك من التعمق قليلاً بإيضاح قضية مهمة جداً -وليس مقصدي أحدهم بالضرورة- تتمثل في استبعاد حقيقة أن يزلّ أحد الدعاة فيعاني من «التناقض»الحاد نتيجة ظروف عديدة مردّها للمحيطين به؛ أو اتخاذه الأمر مختاراً من تلقاء نفسه! فهو -كنجم مجتمع تسلّط عليه الأضواء- من أشدّ الناس تعرُّضاً «للهوس»! سواء من المعجبين به لدرجة «الانبهار» من «جماهيره» المطاردين له أينما حلّ تعلّقاً به؛ أو لسماع محاضراته دون غيره؛ والسعي لترسيخ سيرته «النّقية» وتناقل أخباره ونشاطه بشكل مكثف! أو نتيجة لتسرّب شيء من «هوس الشهرة» إليه، مشكلاً حالةً من الإعجاب المتضخم بنفسه، فاستعذاب الأضواء بالعمل الدؤوب على تعزيزها بكلّ الوسائل وأدوات التواصل المتاحة للأخذ بحقٍّ يراه مكتسباً ولا حياد عنه! لتكون المعضلة المشتركة في الحالتين -بسبب الجماهير أو النفس- هي المحصّلة النهائية لحالةٍ من الهوس لا تتكشف معها معالم الطريق الصحيح؛ والأخطر منها تبرير كل هذا «الجنون الجماهيري» -الشبيه بالتعصب الرياضي- بالدين هروباً من واقعٍ نفسيّ «مزيف»! أما من ابتُلي بشيء من ذلك فعليه تطويع «كاريزما النجم» لخدمة «الصالح الأعمّ»تمسّكاً بزهد الداعية وتعلّقاً بنور الله «الأتم».