ظهور وسائل الاتصال الحديثة علّم بعض الناس الظهور بمظهر غير حقيقي، فمن نحدثه لا يرانا وذلك يؤدي إلى سقوطنا في فخ التزييف وارتداء الأقنعة والاختباء خلف شاشة الكمبيوتر. فكم من المرات التي نتظاهر فيها بالضحك أو الحزن أو التفكير والانشغال بشيء معين من خلال محادثاتنا مع الآخرين على مواقع التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني، وذلك من خلال استخدام الرسوم الجاهزة (emotions) التي تمنح انطباعات بعينها لمن تحدثينه. وكثيراً ما نلجأ إلى قول أشياء ليست بداخلنا مثل "لا بد وأن نتحدث مرة أخرى" ، "سنلتقي قريباً" للعديد من الناس الذين نتحدث معهم دون رغبة ولكن وضعتنا الظروف لنتعامل معهم. من الممكن أن نقول هذا الكلام من باب المجاملات واللباقة وهذا بالطبع ليس عيباً ولكن المشكلة في المبالغات التي لا داعي لها، والود الزائد المزيف لأن هذا الأمر يجعلك ترتدين قناع الصداقة الزائفة، وتتعهدين بأشياء ليس في نيتك أن تنفذيها يوماً ما. نحن لا نقصد ولا يكون في داخلنا ادعاء غير الحقيقة، ولكن الأمر أصبح سهلاً وفي متناول يد الجميع، فسقطت الغالبية العظمى في فخ التظاهر وارتداء الأقنعة الزائفة؛ لذا يجب أن نعطي لأنفسنا فرصة للتعامل بما في داخلنا والتعبير عن مشاعرنا الحقيقية بمنتهى الصدق والحرية، ويجب استخدام (emotions) تعبر عما نشعر به حقاً. ولا تتطوعي أيضاً بمجاملة أحد من تلقاء نفسك، فإذا مثلاً قام أحد أصدقائك بشراء ساعة جديدة فلا تتطوعي وتبادريها بعبارة تصف مدى انبهارك وإعجابك بها فاحذري المبالغة! و ليتك أيضاً تتركين الانبهار الزائد عن اللزوم بالفنانين وخاصة الأتراك ومدى الانجذاب إلى الصورة المثالية التي تصدر عنهم، وهو الأمر الذي يدفعك للتظاهر بغير حقيقتك لتقتربي من روعتهم وكمالهم، فاعلمي جيداً أن معظم ما يصدرونه للجمهور عن أنفسهم وطبيعتهم ليس حقيقياً، بل هي أمور يقومون بها لتحسين صورتهم أمام الجمهور، وبالتالي ضمان المزيد من النجاح لأعمالهم. فيجب محاولة النزول إلى أرض الواقع والتعامل بشيء من المصداقية ولا نكذب أو نجامل أو نبالغ كثيراً.