قُضِيَ الأمر الذي فيه تستفتيان، «حماس» إحدى أهم واجهات المقاومة ضد إسرائيل كشفت الغطاء عن آلة التبرير الإيرانية، فتأكيد الحركة على أن ما يجري في سوريا هو ثورة، يبطل حجة طهران وحديثها المتكرر عن «مؤامرة عالمية تحاك ضد محور المقاومة والصمود». ترديد الإدارة الإيرانية لحديث «الممانعة والتصدي» لم يعد ذا جدوى الآن، الحقيقة ظهرت بإعلان القيادي البارز في حماس، الدكتور أحمد يوسف، أن الحركة لا تعترف بما تقوله إيران عن المؤامرة على المقاومة، وأنها كحركة مقاومة ترى أن ثورة سوريا اندلعت في سياق تصاعد مطالبات التغيير في عدة دول في المنطقة، ومنها مصر وتونس وليبيا، الرؤيتان على النقيض. تصريحات القيادي في «حماس» تكشف بالتبعية حقيقة أن الدعم الإيراني منقطع النظير لنظام بشار الأسد هو دعم طائفي بامتياز، عمليات إسنادٍ تُحركها نزعات تعصب مقيتة، نحن أمام جهة تحارب بأجندة طائفية، لذا بات طبيعيا أن لا نرى في معسكر قتل السوريين إلا من تسيطر عليهم نفس النزعة، والأمر يتعلق هنا بحزب الله والكتائب المقاتلة التي أتت من العراق للمساهمة في منع سقوط الأسد. لو كانت مقاومة إسرائيل ستتضرر من ثورة الشعب السوري لما دعمتها «حماس»، هكذا يقول المنطق، لا مصلحة لحماس أن تخرج من دمشق، وأن تخسر جزءًا كبيراً من الدعم الإيراني، وهي مقتنعة بأن ما يجري في المدن السورية مؤامرة عليها، لو كان الأمر كذلك لما اضطرت حماس إلى إعلان مساندتها، ولاختارت الاصطفاف مع محور إيران. حماس الآن لا تجد الدعم الإيراني لأنها رفضت دعم الأسد، خالفت أجندة طهران، فانخفض حجم العون للمقاومة، هذا المعطى يكشف حقيقة المساومة ومدى مصداقية الشعارات، وطبيعة الصراع.