صرح المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية لصحيفة الغارديان البريطانية، أن حركة المقاومة التي تسيطر على قطاع غزة منذ خمس سنوات، يتحول تركيزها شيئا فشيئا من خط الكفاح المسلح إلى “مقاومة غير عنيفة”. “المقاومة المسلحة ما عادت خيارا أوليا، ولكن إذا دفعتنا إسرائيل إلى ذلك، فنحن نحتفظ بحقنا في الدفاع عن أنفسنا بكل قوة”، هذا ما صرح به القيادي في حركة حماس الطاهر نونو لصحيفة الغارديان التي أفادت بأنه تم التوافق بين جميع الفصائل الفلسطينية العاملة في قطاع غزة، على أساس هذا الطرح: وقف إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون على إسرائيل. قد يقبل الغرب حماس كما قبل الإخوان في مصر وتونس واتضح هذا النهج، كما تقول “الغارديان”، في المحادثات التي جرت مؤخرا بين خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ومحمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية في القاهرة، وكان وفدا حماس وفتح قد اجتمعا مرة أخرى في العاصمة المصرية أمس الأحد، واتفقا على المضي قدما في الجهود المبذولة لتشكيل حكومة توافقية. ويذكر تقرير “الغارديان”، أن إيران قطعت مؤخرا دعمها المالي لحركة حماس، فيما وصفت ما نسبته إلى طهران ب”الرد العقابي على التحركات الجارية لنقل مكاتب قيادة حماس من سوريا”، حيث انتقد كثير من المحسوبين على حماس سياسة حليفهم السابق (الرئيس بشار الأسد) الأمنية القمعية في التعامل مع المتظاهرين السوريين. وحسب الصحيفة البريطانية، فإن حماس تعتقد أن ثورات الربيع العربي، التي مهدت لانتخاب حكومات إسلامية معتدلة ديمقراطية في تونس ومصر، قد غيرت طبيعة المشهد في المنطقة، وهو ما فرض عليها أن تعيد النظر في اصطفافها بعيدا عن محور سوريا وإيران الذي حافظت عليه لسنوات، واقتربت من قوى إقليمية صاعدة. وفي هذا السياق، نقلت “الغارديان” عن القيادي في حركة حماس، طاهر نونو قوله: “البلدان الأوروبية على وجه الخصوص رأت في جماعة الإخوان المسلمين نوعا خاصا من الممارسة الإسلام غير المتطرفة، وربما يكون الحال كذلك مع حركة حماس”. وسوف تقبل حماس إقامة دولة فلسطينية على طول حدود عام 1967، ولكنها ترفض الاعتراف بدولة إسرائيل، كما تخبر بذلك الصحيفة البريطانية. خطاب خارجي “ناعم” مغاير للموجه داخليا وتشير الصحيفة إلى أن هذه اللهجة “الناعمة” و”المرنة” على المسرح الدولي لا أثر لها حتى الآن في خطابات رئيس حكومة غزة، إسماعيل هنية، المحلية، حيث تعهد مؤخرا في اجتماع حاشد في مدينة غزة، بمناسبة الذكرى ال 24 لتأسيس الحركة في الأسبوع الماضي، بمواصلة “المقاومة”، وأضاف قائلا: “الكفاح المسلح هو الطريق والخيار الإستراتيجي لتحرير الأرض الفلسطينية من النهر (الأردن) إلى البحر (الأبيض المتوسط)”. حماس تنفي استبعاد “المقاومة المسلحة“ هذا، وقد صرح الدكتور صلاح البردويل القيادي في حركة حماس أنه لا يوجد توافق فلسطيني مع حركة فتح والرئيس عباس على استبعاد خيار “المقاومة العسكرية” ضد الاحتلال، ونفى أيضا أن يكون هناك نقاش قد جرى مع الرئيس عباس حول هذا الموضوع. وجاء نفي البردويل هذا عقب تصريحات للرئيس عباس ورد فيها أنه تم الاتفاق مع حماس على اعتماد خيار “المقاومة الشعبية”. المقاومة الشعبية | المقاومة المسلحة | حماس وطبيعة المقاومة،