من المفارقات الملفتة التي تكشف أقنعة الضلال التي كان النظام السوري وداعموه يرتدونها، بزعم المقاومة، أن إسماعيل هنية رئيس وزراء حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية «حماس» قد طلب يوم أمس من نظام الأسد أن يرفع يديه عن مخيمات الفلسطينيين في سوريا، في إشارة إلى القمع الذي يمارسه النظام ضد الفلسطينيين الذين يودون البقاء على الحياد في المواجهة الحالية بين النظام والسوريين. وعلى الرغم من أن النظام وداعميه في طهران ولبنان، لا يزالون يكررون شعارات المقاومة ونصرة فلسطين والفلسطينيين، إلا أنهم يشنون هجمة وحشية ضد الفلسطينيين الذين يخرجون عن طاعة النظام وأوامره، بل ان النظام استخدم القوة بمساعدة ميلشيات فلسطينية موالية لإجبار فلسطينيي المخيمات، على نسيان فلسطين، وتأييد النظام والقتال إلى جانب الميلشيات الإيرانية. وواضح أن حركة حماس قد تخلصت من الإحراج مع النظام السوري في الوقت المناسب، إذ قررت نقل مقر قيادتها، حينما تأكدت أن مقاومة النظام صورية، وأنه قد أدار ظهره لأي مقاومة حقيقية، وبدأ بمقاومة السوريين وشن حرب وحشية ضد مواطنيه. وكانت قيادة حماس بين خيارين إما أن تغادر دمشق أو تنتظم في صف نظام وحشي كان يدلس على العرب والفلسطينيين بشعارات المقاومة، ولم يطلق أي رصاصة ضد إسرائيل بينما كان كريماً ومبادراً لحصد أرواح السوريين وتدمير المدن السورية. فاختارت حماس هجر النظام وداعميه، والتبرؤ من أعماله، والانحياز إلى تاريخها النضالي. وفي الواقع فإن الثورة السورية لم تكشف قناع النظام وحده، وإنما كشفت مؤامرة تاريخية ضد الأمة العربية تديرها طهران ووظفت النظام السوري والميلشيات الموالية لإيران في لبنان واليمن ودول عربية، تحت عناوين الممانعة والمقاومة ومعاداة إسرائيل. إلا أن الثورة السورية أثبتت أن كل هذا الضجيج إنما يهدف إلى تخدير الأمة العربية والاستيلاء على عقول أبنائها وعواطفهم بشعارات وهمية. إذ أن النظام السوري الآن يمارس وحشية شيطانية ضد السوريين ما كان لإسرائيل أن تبلغها فيما لو شنت عدواناً على سوريا. وحزب الله الذي ملأ سماوات العرب ضجيجاً بشعارات معاداة إسرائيل والحديث عن الكرامة العربية والإسلامية، الآن ينوب عن إسرائيل في إقامة مشانق ومحارق ومذابح للسوريين في قراهم وأحيائهم ومدنهم. ويرتكب فظائع ايضاً لم يفكر الإسرائيليون في ارتكاب مثيلاً لها حينما احتلوا أراضي سورية وأردنية وفلسطينية ومصرية.