يختتم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان اليوم زيارته للمغرب قبل تحوله إلى الجزائر وتونس في أول زيارة له للمنطقة المغاربية. ويرافق رئيس الوزراء التركي الذي حل مساء أمس بالمغرب، أكثر من 300 رجل أعمال، وهو عدد ضخم، يعكس البعد الاقتصادي للزيارة، حيث استطاعت العلاقات التجارية بين البلدين أن تنتقل من حجم تبادلي بلغ 500 مليون دولار سنة 2006 إلى أكثر من مليار خلال سنة 2011، ما يدفع البلدين إلى السعي لرفع الرقم ليصل إلى خمسة مليارات دولار في السنوات القليلة المقبلة، كما تشكل الزيارة فرصة لبحث سبل دعم علاقات الصداقة التي تجمع بين البلدين، وتعزيز التعاون الثنائي على المستوى السياسي والاقتصادي والثقافي. واختار رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، البدء بالمغرب في مستهل جولته المغاربية، وهو أمر له أكثر من دلالة، في وقت باتت فيه تركيا طرفاً فاعلاً في الساحة الدولية والمنطقة العربية، خصوصاً بعد التراجع والارتباك الذي حصل بالعالم العربي، فهي تراهن على تطوير وتنويع علاقاتها الخارجية تجاه دول الجنوب بشكل عام، خصوصاً الدول العربية مع التركيز على المنطقة المغاربية، «لاعتبار الموقع الاستراتيجي لهذه البلدان». وتمنح كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الرباط دكتوراة فخرية لأردوغان تقديراً لإنجازاته السياسية والاقتصادية والثقافية، علماً بأنها الزيارة الثانية لأردوغان للمغرب بعد الأولى التي قام بها عام 2005، حيث تم التوقيع على اتفاقية التبادل الحر بين البلدين. وبحسب الخبير في العلاقات التركية المغربية إدريس بوانو، فإن الزيارة تأتي في سياق دعم المسار «الإصلاحي» الذي سلكه المغرب منذ 2011، والمتمثل في إحداث التغيير والإصلاح داخل الاستقرار، وهو نفس المسار السياسي الذي اختارته تركيا في العشرية الأخيرة في إطار «الثورة الصامتة» التي قادها حزب العدالة والتنمية التركي، وأدت إلى المكانة التي تبوأتها تركيا اليوم إقليمياً ودولياً. زيارة أردوغان وإن أولتها الحكومة أهمية بالغة بالنظر إلى مكانة تركيا في الخريطة العالمية، فإنها وُوجهت بانتقادات حادة من قبل عدد من نشطاء حركة 20 فبراير الاحتجاجية، ذلك أن المشاركين في المسيرة الحاشدة التي شهدتها أمس الأول العاصمة الرباط، رفعوا شعارات تساند الاحتجاجات في تركيا، منددة بحزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، حيث وصفه بعض المشاركين في المسيرة بالمجرم، معبرين عن رفضهم استقباله بالمغرب.