توقّعت مصادر ديبلوماسية أن يختزل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان زيارته التي كان مقرراً أن يبدأها من الرباط، ضمن جولة مغاربية تقوده إلى الجزائر وتونس. وعزت اختصار الجولة إلى يوم واحد في كل من البلاد الثلاثة إلى تطورات أوضاع الاحتجاجات الغاضبة في تركيا، جراء حرب شجيرات «تقسيم» في اسطنبول التي تحولت إلى شبه غابة تُخفي أزمة واسعة النطاق. وأفاد بيان رسمي بأن المسؤول التركي سيجري محادثات مع نظيره المغربي عبدالإله بن كيران الذي يتزعم حزب «العدالة والتنمية» المغربي، تعرض إلى «سبل دعم علاقات الصداقة التي تجمع البلدين، وتعزيز آفاق التعاون سياسياً واقتصادياً وثقافياً»، إضافة إلى البحث في تنسيق المواقف إزاء أزمات إقليمية ودولية، في مقدمها الأوضاع في سورية للدفع في اتجاه مفاوضات «جنيف 2»، وكذلك مسار المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية العالقة. وسيعرض الجانب المغربي، في غضون ذلك، الأوضاع في منطقة شمال افريقيا والصعوبات التي تواجه البناء المغاربي، وتطورات ملف الصحراء. ووصف وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني الذي سبق له أن زار تركيا، المحطة الراهنة في أفق الحوار بين الرباط وأنقرة بأنها مهمة وستتوج بإبرام اتفاقات عدة. بيد أنه في مقابل التركيز على البعد الاقتصادي الذي يطاول تفعيل اتفاق التبادل الحر وتعزيز تدفق الاستثمارات، انفرد اتحاد المقاولات المغاربة باتخاذ موقف أخذ فيه على رئيس الحكومة عبدالاله بن كيران عدم وضعه إلى آخر لحظة في صورة الاتفاقات مع الأتراك، ما يشير إلى وجود صعوبات في التنسيق، أقله على الصعيد المغربي. لكن رئيس مجلس الأعمال التركي - المغربي عثمان كوسامان صرح بأن زيارة أردوغان من شأنها أن تفسح في المجال أمام تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، بهدف الارتقاء بها إلى مستوى التفاهم السياسي السائد. وقال إن الوفد التركي الذي يرافق أردوغان يضم عدداً كبيراً من رجال الأعمال الأتراك، ورأى أن المغرب يتوافر على مؤهلات تأمين الاستثمارات، في ضوء الاستقرار السياسي واستمرار منهجية الإصلاحات في هدوء. وكان حزب «العدالة والتنمية» التركي في مقدم المرحبين بفوز نظيره المغربي «العدالة والتنمية» في اشتراعيات 2011. إذ يرتبط الحزبان بعلاقات وثيقة. غير أن تطورات متشابهة في ردود أفعال الشارعين المغربي والتركي لجهة رفض استئثار الحزبين الإسلاميين بالانفراد في اتخاذ القرارات بدأت تُلقي بظلال سلبية على واقع التجربتين، مع الفارق في المسار والنتائج. وفيما صدرت اتهامات من رئيس الوزراء التركي أردوغان ضد بعض فصائل المعارضة في البلاد، على خلفية الأحداث الراهنة، يصر عبدالاله بن كيران على نعت مناهضي أداء حكومته بأنهم يمارسون «التشويش» على التجربة. وصرح زعيم «الاتحاد الاشتراكي» المعارض إدريس لشكر بأن الحكومة الحالية قد تقود البلاد إلى «جلطة دماغية»، واستند إلى ذلك بعودة الحكومة إلى فترة الاستدانة من الخارج والرضوخ لتعاليم صندوق النقد الدولي.