كتب العالم المعروف نسيم طالب ما معناه «قبل أن تصعِّد الخلاف مع أحدهم، تذكر حسناته أو أفضاله معك، وسيذهب عنك بعض الغضب، فالعرفان بالجميل فضيلة عليا»، وأتذكر هنا قوله تعالى (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم). قائمة أثرياء العالم، قائمة أقوى نساء بالعالم، قائمة أكثر الناس تأثيراً.. إلخ كلها تصنيفات في الأغلب غير عادلة وتصنف البشر بأولويات غير معروفة، والمحزن أن كثيرين يصدقونها وأولهم وسائل الإعلام الركيكة. لا أحب المبالغة في الطرح سواء في الخبر أو حتى في الأحاديث العادية، وخاصة عند نقل رواية أو حدث ما، لكنه للأسف ما تتسم به ثقافتنا، فنجد العناوين البراقة والألقاب الفاخرة المبهرة وبعضها غير حقيقي بالمرة. فمن العلوم والطب حيث الإشادة بإنجازات لم تحدث وحتى الأحاديث بين المعارف. فعلى سبيل المثال تسأل أحدهم عن بلد ما زاره فيجيب: رائعة ومبهرة وكل شيء فيها يأخذ العقل.. ويستمر الغزل والمديح دون أن يعطي إجابة واحدة نافعة. كمية المواهب الكامنة في الشباب السعودي مبهرة حقيقة ومثيرة للإعجاب، فمن الابتكارات التقنية وحتى المهارات التجارية والمشاريع الواعدة وغيرها في عدة مجالات. من المهم ملاحظة أن البيئة الثقافية والعلمية الخصبة تصقل وتبرز المواهب الكامنة والعكس صحيح. ومحلياً تتسم مناهجنا التعليمية بالجمود والابتعاد عن الجوانب الحسية والثقافية، ومع ذلك نجد مواهب تطفو على السطح وتحصد الجوائز. باختصار آن الأوان لتغيير جذري في تعليمنا المدرسي وتذليل العقبات التي تواجه شبابنا ومستقبلنا.