من يرتب الحروف في صفوف وطوابير ويعنونها بالحب بالتأكيد قصده أن يسوقها لفصل لمحو أمية العواطف القلبية، ويعلمها أبجدية المشاعر من الألف إلى الياء، ويربك معلوماتها حين يثبت لها أنه بين المحبين 1+1=1؛ لأن المحب يذوب فيمن أحب حتى الثمالة، والحسبة الصحيحة بجمعهما لا بد أن تصبح واحدا. .. من السذاجة أن نحشر حب الله في حديث عشق وهيام مشاعر دنيوية بحتة لأنه في قلب المؤمن واجب، وشيء يرتفع عن الحب، ويسمو عن الذكر، فهو أفعال وإثباتات مهما سردت بالكلمات ما لم يصدقها التعبير الفعلي فهي على صاحبها ترد.. وكذا الأم لو كتبناها شعرا ونثرا، وغزلا ومديحا، وشعرا حماسيا لن نوفيها قدرها، ولا زفرة واحدة في معاناة حملها ووضعها. إذن حين نذكر الحب كعشق وهيام ووله وشوق فالمعنى لا يستوي إلا لحبيب، وخصوصية العاطفة هي نعمة منحنا إياها الرب، ولا تقارن بحب أم أو أب، ففي عالم العاشق خيالات وصور لا يصلح أن يكون عليها حسيب أو رقيب، وشطحات الفكر تفسيرها في بطن قائلها، ومن يعلن الوصاية عليها أو يدعي المعرفة بها لا يمكن أن يكون مصيبا. ... حين تصنع خلطة عصير الحب مهما استعذبها غيرك فالمكونات والتركيب والمحتوى حقوقه محفوظة... وعندما تعشق فستقلك سحابة وترتفع بك عاليا لتصادق النسائم والأطيار، وتزهد بالبشر بأقدار مكتوبة... وإذا اشتقت فستُحس أن الدنيا ومن فيها صحراء قفر بلا حياة، وأطياف المحبوب كالسراب تعذبك عطشا نوبة بعد نوبة، ما إن تصاب بحمى الوله ليس من السهل حينها أن تعلن عن الحب التوبة. الحب هنا مختلف، ليس كالذي أخذنا بالمدرسة كدرس، حين كنا نحب الماء والزهر، ونحب الطير والشجر، العشق مملكة، والمشاعر والأحاسيس هم الشعب، والمُلك والعدل والأمر والنهي للقلب. باختصار.. الحب هناء وبهجة كحلم، يجعلك للسعد أبا وأما! البنفسج