40 عاماً فصلت بين زيارة الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز إلى تركيا وزيارة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، إلى نفس البلد. 2006 هو تاريخ زيارة خادم الحرمين الأولى إلى تركيا، التي وُصِفت بأنها نقطة تحول في العلاقات بين الرياضوأنقرة وبداية لمرحلة جديدة تعتمد على تعميق تعاون غير مسبوق سياسياً واقتصادياً. ثم تبعتها زيارة في العام التالي وصفها وزير الخارجية التركي السابق، علي باباجان، ب «فرصة أخرى لتعزيز العلاقات الخاصة القائمة حالياً». وبعد هذا التاريخ تعددت اللقاءات وتبودِلَت الزيارات. ففي 2009 زار الرئيس التركي عبد الله غول المملكة، وفي العام التالي زارها رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وعقد لقاء «قمة» مع خادم الحرمين، وفي نفس العام وقع البلدان اتفاقية إطارية عسكرية تدريبية علمية تقنية. وفي 2011، استقبل الأمير سلمان بن عبد العزيز وزير خارجية تركيا، أحمد داود أوغلو، وسجل نفس العام استقبال الأمير سلطان بن عبد العزيز – عليه رحمة الله- وزير الدفاع الوطني التركي وجدي جونول. وسجل عام 2012، زيارة أردوغان إلى المملكة، واجتماع لجنة الصداقة البرلمانية السعودية- التركية في مجلس الشورى السعودي بسفير أنقرة في الرياض، ووصول نائب وزير الدفاع السعودي السابق، الأمير خالد بن سلطان، إلى قاعدة كونيا الجوية في تركيا لحضور مناورات «نسر الأناضول 2» بين القوات الجوية الملكية السعودية والقوات الجوية التركية. وفي هذا العام استقبل ولي العهد كبير مستشاري الجمهورية التركية أرشد هرمز لو، وزار وزير الخارجية التركي، أوغلو، المملكة لبحث الأزمة السورية. وتُصنف الرياضوأنقرة بأنهما من مراكز القوة في المنطقة لما لدى كل عاصمة من أدوات تأثير إقليمي وثقل اقتصادي وعلاقات متطورة مع القوى العالمية، ويُعزى الاهتمام التركي بالعلاقات مع الدول العربية الكبيرة، وفي مقدمتها المملكة، إلى إدراك النخبة الحاكمة في أنقرة، والمنتمية بالأساس إلى حزب العدالة والتنمية، ضرورة تقوية هذا النوع من العلاقة. وفي الأزمة السورية التي اندلعت في النصف الأول من عام 2011، بدا واضحاً أن لا إمكانية لحل الصراع دون أن يكون للمملكة وتركيا دور، وعكس ذلك عضوية الدولتين في اللجنة الرباعية حول سوريا، التي ضمت أيضاً مصر وإيران. وفي كل اجتماعٍ دولي بشأن الأزمة، كان الحضور السعودي والتركي بارزاً، وعكس التشابه في موقف البلدين ضد نظام بشار الأسد رؤية دبلوماسية تنطلق من مبادئ تكاد تكون متقاربة.