على مدار ربع قرن من الزمان، فشل منتخب غينيا الاستوائية لكرة القدم في حجز مكانه بين كبار القارة السمراء، ولم يحالف الحظ الفريق في المنافسة على التأهل لبطولات كأس الأمم الإفريقية، ليظل واحداً من عدد قليل من المنتخبات التي فشلت في بلوغ النهائيات. وعندما جاءت الفرصة الذهبية أمام الفريق للظهور في النهائيات للمرة الأولى، سيكون عليه أن يسبح ضد التيار، وأن يواجه العديد من العقبات والتحديات التي يصعب عليه عبورها، حتى في مخيلة أكثر المتفائلين لهذا الفريق، الذي يُعدّ أضعف الفرق المشاركة في بطولة كأس الأمم الإفريقية 2012 التي تستضيفها غينيا الاستوائية والجابون بالتنظيم المشترك فيما بينهما من 21 يناير الحالي حتى فبراير المقبل. ويشارك منتخب غينيا الاستوائية في النهائيات دون خوض التصفيات بصفته أحد ممثلي الدولتين المضيفتين للبطولة. وعلى الرغم من نجاح أصحاب الأرض في الفوز بلقب البطولة في 11 من بين 27 نسخة سابقة لكأس الأمم الأفريقية، سيكون ضرباً من الخيال أن يفكر منتخب غينيا الاستوائية أو المتابعون للبطولة في دخول الفريق دائرة المنافسة على اللقب. ومن المؤكد أن مساندة الأرض والجماهير تمثل حافزاً ودعماً قوياً لمنتخب غينيا الاستوائية في مواجهة منافسيه، لكن هذه المساندة لن تكون كافية في مواجهة عناصر أخرى تتعلق بالفريق نفسه وليس بمنافسيه. ولا يختلف اثنان على أن منتخب غينيا الاستوائية يستحق لقب «فريق المجهول» مقارنة بباقي المنتخبات المشاركة في كأس إفريقيا 2012، رغم أنه ليس الوحيد في هذه النسخة الذي يشارك في البطولة للمرة الأولى في التاريخ، حيث يشاركه في هذه الصفة منتخبا بتسوانا والنيجر. ويختلف منتخب غينيا الاستوائية عن هذين الفريقين في أنه لم يشارك في التصفيات، ولم يظهر في أية مباريات رسمية على مدار فترة طويلة، باستثناء مباراتيه أمام منتخب مدغشقر في شهر نوفمبر الماضي بالمرحلة الأولى من تصفيات إفريقيا المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل، حيث فاز 2/صفر ذهاباً وخسر 1/2 إياباً. ورغم الدعم الهائل الذي يجده الفريق من المسؤولين والمشجعين، كانت المشكلات والأزمات هي الأمر السائد خلال المراحل الأخيرة من استعداداته للبطولة، وليس أدل على ذلك من استقالة مديره الفني الفرنسي هنري ميشيل من تدريب الفريق مرتين خلال الشهور القليلة الماضية. وبعد نجاح مسؤولي الاتحاد في إقناع ميشيل بالبقاء مع الفريق، عاد المدرب الفرنسي مجدداً ليؤكد رحيله عن تدريب الفريق قبل أقل من شهر واحد على انطلاق فعاليات البطولة. وسارع اتحاد كرة القدم في غينيا الاستوائية إلى التعاقد مع المدرب البرازيلي جيلسون باولو مطلع الشهر الحالي، ليتولى منصب المدير الفني للفريق. وتتمثل النقاط الإيجابية قبل مشاركة هذا الفريق في البطولة في أن عنصر المفاجأة قد يلعب دوره، ويساعد الفريق في تحقيق نتائج إيجابية أمام فرق تجهل مستواه بشكل كبير، خاصة بعد تغيير الطاقم التدريبي للفريق. كما كانت قرعة النهائيات رحيمة بالفريق، فأبعدته عن مواجهة أقوى المنتخبات المرشحة في هذه البطولة. ودفعت القرعة بمنتخب غينيا الاستوائية إلى المجموعة الأولى في الدور الأول للبطولة مع منتخبات ليبيا، إحدى مفاجآت التصفيات، والسنغال (أسود التيرانجا) وزامبيا (الرصاصات النحاسية). ويبرز من لاعبي منتخب غينيا الاستوائية اللاعب خافيير بالبوا أوسا 26 عاماً قائد الفريق والمولود بإسبانيا. وسبق لبالبوا أن لعب لفريقي ريال مدريد الإسباني وبنفيكا البرتغالي، بينما يلعب حالياً في بيرامار البرتغالي. وأحرز بالبوا لقب الدوري الإسباني مع الريال ولقب الدوري البرتغالي مع بنفيكا ويمثل أحد عناصر الخبرة القليلة للغاية في صفوف منتخب غينيا الاستوائية. أما النجم الأبرز في صفوف منتخب غينيا الاستوائية فهو تييري تازميتا /29 عاما/ الذي كان أفضل لاعبي الفريق في السنوات القليلة الماضية خاصة في عام 2011 .