قبل عامين فقط ، جذب المنتخب المصري الأنظار إليه من خلال فوزه بلقب كأس الأمم الأفريقية للمرة الثالثة على التوالي ليصبح أول فريق يحرز اللقب الأفريقي ثلاث مرات متتالية على مدار تاريخ البطولة الذي يمتد لأكثر من نصف قرن من الزمان. وعندما تنطلق فعاليات بطولة كأس الأمم الأفريقية الثامنة والعشرين غدا السبت ، سيلفت أحفاد الفراعنة الأنظار إليهم أيضا ولكن من خلال غيابهم عن فعاليات البطولة. وأطاحت التصفيات بآمال الفراعنة في الدفاع عن لقبهم بالبطولة التي تستضيفها غينيا الاستوائية والجابون بالتنظيم المشترك من الغد وحتى 12 فبراير المقبل. ولن يكون المنتخب المصري هو الفريق العريق الوحيد الذي يغيب عن هذه النهائيات بعدما أطاحت التصفيات أيضا بمنتخبات نيجيريا والكاميرون وجنوب أفريقيا التي سبق لها جميعا تدوين اسمها في سجل الفائزين باللقب القاري الغالي. وفي غياب المنتخبات الأربعة ، ستكون منتخبات غانا وكوت ديفوار والسنغال هي المرشحة بقوة للمنافسة على اللقب في البطولة الجديدة التي تختتم بعد ثلاثة أسابيع في العاصمة الجابونية ليبرفيل. ويخوض المنتخب السنغالي ، الذي بلغ دور الثمانية في بطولة كأس العالم 2002 ، الدور الأول للبطولة ضمن المجموعة الأولى مع منتخب غينيا الاستوائية المضيف ومنتخبي ليبيا وزامبيا ، وينتظر ألا يجد صعوبة كبيرة في التأهل لدور الثمانية. ويتذيل منتخب غينيا الاستوائية جميع الفرق المشاركة في هذه البطولة بالتصنيف العالمي للمنتخبات الصادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) حيث يحتل المركز 150 عالميا كما يشارك الفريق في نهائيات كأس الأمم الأفريقية للمرة الأولى في التاريخ. وتلقى الفريق صدمة قوية قبل أسابيع قليلة من خوض النهائيات حيث استقال مديره الفني الفرنسي هنري ميشيل في ديسمبر الماضي ليخلفه المدرب البرازيلي جيلسون باولو الذي تولى تدريب الفريق لأسبوع واحد فقط قبل إعلان قائمة الفريق المشاركة في البطولة. ورغم انتهاء التصفيات المؤهلة للبطولة قبل ثلاثة شهور ، لم يكتمل عقد المشاركين في البطولة بشكل نهائي إلا قبل نحو أسبوعين عندما رفضت محكمة التحكيم الرياضي (كاس) التماسا من المنتخب الناميبي لاستبعاد منتخب بوركينا فاسو من النهائيات بعدما استعان في التصفيات بلاعب لم يكن يحق له تمثيل الفريق. ويواجه خيول بوركينا فاسو مهمة صعبة للغاية في البطولة التي يخوضها الفريق ضمن المجموعة الثانية مع منتخبات كوت ديفوار وأنجولا والسودان. واستدعى المدرب البرتغالي باولو دوراتي المدير الفني للمنتخب البوركيني اللاعب الناشئ برتران تراوري /16 عاما/ الذي خاض بطولة كأس الأمم الأفريقية للناشئين (تحت 17 عاما) والتي أقيمت برواندا العام الماضي. كما استدعى دوراتي اللاعب ألان تراوري نجم خط وسط أوزير الفرنسي والشقيق الأكبر لبرتران إلى قائمة الفريق الذي سيشارك في نهائيات كأس الأمم الأفريقية 2012 ليشارك الشقيقان في البطولة المقبلة. وإذا سنحت الفرصة للمشاركة في أي من مباريات البطولة ، سيصبح ثالث أصغر لاعب يشارك في النهائيات على مدار تاريخ كأس الأمم الأفريقية بعد الجابوني نزيجو الذي لعب لمنتخب بلاده في بطولة عام 2000 عندما كان عمره 16 عاما وشهرين وثلاثة أيام والسيراليوني محمد كالون الذي لعب لمنتخب بلاده في بطولة 1996 عندما كان أكبر بأسبوعين فقط من هذا السن. ويتصدر يايا توريه ، الفائز بلقب أفضل لاعب أفريقي لعام 2011 ، قائمة نجوم المنتخب الإيفواري التي تضم نجوما آخرين مثل شقيقه كولو توريه وديدييه دروجبا وجيرفينيو وسالومون كالو. وفجر المدرب ليتو فيديجال المدير الفني للمنتخب الأنجولي مفاجأة كبيرة عندما استدعى لقائمة الفريق اللاعب ناندو رافاييل الذي شارك باسم ألمانيا على مستوى الشباب. ويلعب ناندو لفريق أوجسبرج بالدوري الألماني (بوندسليجا) ولكنه لم يحصل بعد على تصريح بالمشاركة مع المنتخب الأنجولي. وأكد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) مؤخرا أنه لم يتسلم بعد أي طلب من المهاجم ناندو لتغيير جنسيته. وفر ناندو برفقة والديه من أنجولا عندما كان طفلا بسبب الحرب الأهلية التي نشبت هناك. ويخوض المنتخب الغاني (النجوم السوداء) فعاليات الدور الأول للبطولة ضمن المجموعة الرابعة وذلك بفريق يعتمد على اللاعبين المحترفين في أوروبا باستثناء حارسي المرمى إيرنست سواه ودانيال أدجي. وجازف المدرب الصربي جوران ستيفانوفيتش المدير الفني للمنتخب الغاني بضم المهاجم أسامواه جيان إلى قائمة الفريق المشاركة في البطولة رغم أنه ما زال في مرحلة التعافي من الإصابة. وقال ستيفانوفيتش "جيان لاعب مهم في فريقنا وأحرز تطورا ملحوظا في عملية التعافي. نحتاج لجهوده في هذه البطولة". ويخوض المنتخب الغاني ، الذي خسر المباراة النهائية للبطولة الماضية عام 2010 بأنجولا ، ضمن المجموعة الرابعة التي تضم معه منتخبات بوتسوانا ومالي وغينيا. ويتطلع المنتخب البوتسواني إلى مواصلة قصة نجاحه في النهائيات التي يشارك فيها للمرة الأولى وذلك بعدما تأهل بجدارة من خلال تصدر مجموعته في التصفيات متقدما على المنتخب التونسي الذي حل ثانيا وتأهل أيضا للنهائيات. وفاز المنتخب البوتسواني مؤخرا بلقب أفضل فريق في القارة الأفريقية لعام 2011 مما دفع ديفيد فاني رئيس الاتحاد البوتسواني للعبة إلى التأكيد على أن عام 2011 كان متميزا للفريق. وقال فاني " رغم عدم فوزنا بأي بطولة كبيرة ، أنجزنا كثيرا بالتأهل إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية والفوز بجائزة الكاف لأفضل فريق أفريقي لعام 2011 ". ويواجه المنتخب الجابوني ، الذي تشارك بلاده في استضافة البطولة ، ثلاثة اختبارات صعبة في المجموعة الثالثة بالدور الأول للبطولة والتي تضم معه منتخبي المغرب وتونس صاحبي التاريخ الكبير ومنتخب النيجر أحد مفاجآت التصفيات. وقال المدرب الألماني جيرنوت رور المدير الفني للمنتخب الجابوني ، في مقابلة إذاعية ، إنها مجموعة صعبة ومروعة ولكن فريقه يسعى إلى احتلال المركز الثاني في المجموعة للتأهل إلى دور الثمانية وبعدها يسعى لتحقيق المزيد من خلال مساندة المشجعين.