علق مصدر مسؤول من إدارة الفهرس العربي الموحد ل”الشرق” على قرار إصدار فهرس خاص بمكتبة الملك فهد الوطنية، مبدياً امتعاضه من ذلك، قائلاً “عندما بدأ الفهرس العربي الموحد الذي أنشئ بأمر سامٍ من خادم الحرمين الشريفين، ومتابعة مستمرة منه، حفظه الله، لوضع لبنة معرفية وثقافية تخدم الثقافة العربية والأفراد والمجتمعات، وتساعد على النهوض بالمكتبات العربية ومراكز المعلومات والباحثين وطلاب الدراسات العليا، والذي ساعد كثيراً في تقليص تكاليف تطوير فهارس المكتبات السعودية على وجه الخصوص والعربية على وجه العموم، والحد من العمل المكرور، بالإضافة إلى الإسهام في صنع فهارس وطنية موحدة، تفاجأ المتابع للشأن المعرفي من إعلان العمل على إنشاء فهرس سعودي موحد خاص في مكتبة الملك فهد الوطنية. واستدرك “إلا الفهرس العربي الموحد أصبح شبكة معلوماتية تربط مكتبات العالم العربي من المحيط إلى الخليج، حيث يبلغ أعضاؤه أكثر من أربعة آلاف مكتبة، من بينها مكتبات وطنية وجامعية، وتحتوي قاعدته البيبلوجرافية مليوناً وثلاثمائة ألف مادة فهرسية، وهي القاعدة العربية الأكبر في العالم، كما أسهم الفهرس في إنشاء بوابات لمكتبات الدول العربية، مثل بوابة مكتبات دولة الإمارات، وبوابة مكتبات دولة السودان، بالتعاون مع المكتبة الوطنية السودانية، فكان من الأولى أن يتم التعاون بين مكتبة الملك فهد الوطنية، وبين الفهرس العربي الموحد، بدلاً من تكرار العمل لصنع تميز وقتي دون النظر لعوامل عديدة، منها ما يضع أمام نظر المتابع العربي أن هنالك خللاً في مبادئ التعاون بين أكبر مكتبتين في المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى إعادة جهد استغرق العمل به سنوات عديدة. “الشرق” بدورها اتصلت على مدير الفهرس العربي الموحد الدكتور صالح المسند، والذي تحدث قائلاً: قد تكون لديهم مبرراتهم، ملتمساً لهم العذر، ولكنه أضاف: نحن نسعى دائماً إلى العمل التكاملي، وأن أيدينا كانت ومازالت ممدودة للجميع، لأننا نرى أن التعاون ضروري جداً لتكامل أي مشروع أو أنشطة تخدم العالم العربي، فنحن الآن نجهز لتدشين بوابة البحرين وقطر والكويت وعمان، والعمل جار على تدشين بوابات فهرسية مع جميع الدول العربية، وبالتعاون مع مكتباتها الوطنية، فالفلسفة التي بني عليها الفهرس العربي الموحد هي أن يتم إنجاز عمل ثقافي مميز، وأن يكون العمل تكاملياً تعاونياً يخدم الثقافة العربية والإسلامية، فنحن لدينا خطة عمل لإنشاء ملف باسم المؤلفين والباحثين العرب، ولدينا لغاية الآن ما يقارب 180 ألف اسم، كما أننا بصدد التعاون مع شركة كبرى لديها فهرس عالمي، وهو أكبر فهرس عالمي على الإطلاق، ويحتوي على ستين مليون مادة مفهرسة، ونحن دخلنا معه بمليون ومائتي ألف مادة، من أجل أن يكون بإمكان أي شخص أن يدخل ويستدل على الإنتاج الفكري والمعرفي العربي والإسلامي، فنحن نستهدف حتى الشريحة العالمية، وليست العربية فقط، والفكرة واضحة وهدفها الأول والأخير تقليص الجهد والتكلفة. كما أن لدينا مشروعات أخرى نعمل عليها، وهي في طور الدراسة والتنفيذ، مثل المكتبة الرقمية، وغيرها من المشروعات التي توفر الجهد والتكلفة. وفي اتصال ل”الشرق” بالأستاذ عبدالعزيز الصقعبي، المسؤول الإعلامي في مكتبة الملك فهد الوطنية، قال إنه ليس مخولاً بالرد، وليس بإمكانه تزويدنا بتليفون المدير المكلف حديثاً؛ وبالتالي تعذر الاتصال بالأخير، على أمل أن نتمكن من الاتصال به لاحقاً للحصول على الرد. مكتبة الملك فهد الوطنية.. وفي الإطار الدكتور صالح المسند (الشرق)