الرياض – حسين الحربي الحيدري: هذا قرار المجلس ويجب ألا نناقشه.. ولا أسمح لأحد أن يطلب سبباً بعد منع أيتام جمعية إنسان من دخول استاد الملك فهد الدولي لمشاهدة مباراة كرة القدم قبل أيام، جاء المنع هذه المرة من قبل نادي الرياض الأدبي، الذي رفض استضافة فعالية ثقافية لذوي الإعاقة، نظمتها مجموعة التفاؤل التطوعية، دون إبداء أسباب للرفض أو الرد على مخاطبات ممثلي المجموعة. لغة جديدة ورصدت «الشرق» ردود فعل عدد من ذوي الإعاقة، الذين أعربوا عن امتعاضهم واستيائهم الشديدين من موقف النادي، حيث قالت نجد الثبيتي، إن رفض إدارة نادي الرياض الأدبي إقامة فعاليات للمعاقين، يعد لغة جديدة لم يشهدوها من النادي في الفترات السابقة، معتبرة أنه محاولة إقصاء وتهميش لذوي الإعاقة من الحياة الثقافية، وأضافت الثبيتي «ما علاقتنا إذا كان هناك مشكلات شخصية بين أعضاء إدارة النادي والمحاضر، بينما المحصلة أن نقع نحن ضحية لهذا الخلاف»، مطالبة بتدخل وزير الثقافة والإعلام لإنصاف ذوي الإعاقة. في حين قالت مضاوي القويضي، إن موقف النادي أصابها بصدمة كبيرة، مشيرة إلى أنها قررت إسقاط نادي الرياض الأدبي من قائمة اهتمامها بعد موقفه من أنشطة المعاقين. رفض قاطع عبدالله الحيدري بدورها، التقت «الشرق» المتحدثة باسم مجموعة التفاؤل التطوعية لذوي الإعاقة نوال الجبر، التي بينت أن إدارة النادي الأدبي الجديدة ممثلة في رئيسها الدكتور عبدالله الحيدري، قابلوا خطاب طلب عقد ندوة عن الإعاقة والترجمة، كان من المقرر أن يقدمها الكاتب والباحث خالد الغنامي، بالرفض القاطع، مضيفة أن الندوة كانت مخصصة لذوي الإعاقة، وتعد امتداداً لأنشطة سابقة في ظل شراكة استمرت لأكثر من ثلاث سنوات، وأضافت «من الغريب أن هذا الرفض جاء دون إبداء أية أسباب». مواقف شخصية وأشارت الجبر في حديثها ل»الشرق» إلى أنها عضو في الجمعية العمومية في النادي، وكانت عضواً سابقاً في لجنة السرد، وتقدمت بطلب عقد أمسية عن الترجمة والإعاقة، تستضيف خلالها الكاتب الغنامي، مستنكرة الرفض الذي واجهها من قبل الإدارة الجديدة في النادي الأدبي، معتبرة أنه يستند على أهواء ومواقف شخصية تجاه المحاضر، وهو مالم يكن يحدث في الإدارة السابقة، التي كانت ترحب بجميع الأنشطة المتعلقة بذوي الإعاقة دون اشتراط من نستضيف، حسب قولها. سياسة متأخرة ولفتت نوال الجبر إلى أن الرفض الذي تبنته إدارة النادي، لم يراع البعد الإنساني الذي مارسته من خلال هذا الإقصاء، مؤكدة أن التعامل بما وصفته «السياسة المتأخرة» لم يعد مجدياً، «بل هو رفض للتطوير والتجديد والتعامل بشكل أكثر انفتاحاً وتجاوزاً للمسائل الشخصية بكل شفافية ووضوح، وذلك من خلال التعاطي مع الآخر، خصوصاً حين يكون الآخر هو من تتجه الدولة لدمجهم مع شرائح المجتمع المختلفة». لا أسباب! وكان رئيس النادي الأدبي في الرياض الدكتور عبدالله الحيدري، قد أرجع رفض إدارة النادي عقد أمسية «تفاؤل» إلى ما وصفه «غموض العنوان، ووجود تحفظ من بعض الأعضاء على المحاضر»، وذلك في رسالة نصية بعث بها إلى المتحدثة باسم مجموعة التفاؤل التطوعية، وقال «هذا هو قرار المجلس، ويجب أن نحترمه ولا نناقشه، ولائحة الأندية تنص على أن المجلس له أن يرفض دون ذكر الأسباب»، وأضاف «لا أسمح لأحد أن يطلب سبباً». غموض.. وتحفظ وعلى ذلك علقت الجبر بالقول «رئيس النادي في موقع المسؤولية، ولست أعرف أسباب خوفه من الرد على المجموعة من خلال خطاب رسمي، وفتح مجال للنقاش والتحاور والوصول إلى ما يرضي جميع الأطراف، لكنه تورع عن الرد سوى عن طريق رسائل نصية خاصة، وتعامل بنوع من الفوقية»، معتبرة أن الحجج التي أبداها تتأرجح بين «الغموض» و»التحفظ» وادعاء أن لائحة الأندية لها حق عدم إبداء الأسباب اتجاه أي رفض، وأضافت «لا أعتقد أن النادي الأدبي جهة سرية تعمل في الظلام أو خلف الكواليس وتقرر دون إبداء أسباب». دور إنساني وقالت الجبر «لدي وسائلي في الرد على هذا التسويف والتجاهل وعدم جدية إدارة نادي الرياض الأدبي في التعامل مع القضايا الإنسانية التي تمس شريحة مهمة وهم «ذوو الإعاقة»، وسأمارس هذا الدور في أبعد مداه، ولن أتوقف عن الدفاع عن هذه القضية، وإن تجاهلت المؤسسات الفكرية والأدبية ذوي الإعاقة، فهذا لن يعيق دوري الفردي في العمل الجاد معهم وإنصافهم». الصمت! بدورها، اتصلت «الشرق» برئيس النادي الأدبي في الرياض الدكتور عبدالله الحيدري لمعرفة أسباب رفض النادي عقد أمسية مجموعة التفاؤل التطوعية لذوي الإعاقة، فاكتفى بالقول «وأنت تصدق؟»، رافضاً التعليق على القضية بقوله «الصمت»!