اتهمت الكاتبة والصحفية والمتحدثة الإعلامية ل"مجموعة التفاؤل التطوعية" نوال الجبر الإدارة الجديدة للنادي الأدبي بالرياض برفض عقد أمسية متخصصة لذوي الإعاقة دون إبداء الأسباب, وقالت "الجبر" في حديثها ل"سبق" إنها عضو بالجمعية العمومية في النادي، وكانت ضمن إدارة الأنشطة الثقافية ب"لجنة السرد", وتقدمت بإقامة أمسية عن "الترجمة والإعاقة"، تستضيف فيها الكاتب والباحث خالد الغنامي، ولكنها فوجئت بالرفض بسبب "غموض الموضوع"، والتحفظ على المحاضر، على حد قول "نوال". وأضافت المتحدثة الإعلامية ل"مجموعة التفاؤل التطوعية" قائلة: "أثناء تولي الدكتور عبدالله الوشمي رئاسة مجلس إدارة النادي أقمنا أمسيات متخصصة لذوي الإعاقة وتفاعل النادي آنذاك معنا، وأفرزت تلك النشاطات نجاحات، تكللت بإصدارات خاصة لذوي الإعاقة من كاتبات وكتاب من ذوي الإعاقة، ونسعى لدعمهم ثقافياً، ودمجهم في حضور الأنشطة، وأقمنا أمسيات عدة عن التصوير الفوتوغرافي والعمل التطوعي، ونظمنا أمسيات أدبية قدمنا فيها مشاركات للمعوقين".
واستنكرت "نوال" رفض الأمسية من إدارة النادي، وقالت: الغريب في رفض إدارة مجلس النادي الجديدة أن الرئيس السابق د. عبدالله الوشمي وافق على حضور خالد الغنامي، وتقديمه محاضرة لندوة الإعاقة والترجمة بحكم أنه سبق أن ترجم رواية "قدمي اليسرى" للكاتب الإيرلندي كريستي براون، وله تجربة مهمة في هذا المجال عن طريق مشروع "كلمة" في هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة الذي نشر هذا العمل المترجم له، وكانت الفكرة التي قدمناها أن يقدم محاضرة لذوي الإعاقة، وأن نستمع إلى تجاربهم، كون بعضهم يتحدث لغات مختلفة.
وأضافت "نوال" قائلة: بعد تولي عبدالله الحيدري رئاسة مجلس النادي رفعت خطاباً رسمياً, بحكم أنني متحدثة إعلامية عن مجموعة التفاؤل التطوعية, ومسؤولة عن النشاط الثقافي لذوي الإعاقة بالنادي سابقاً، فجاء الرد بالرفض شفوياً، ولم يأت بخطاب، لسببين كما ذُكر لي، الأول: غموض عنوان الندوة، رغم أن العنوان واضح، والثاني: بحجة تحفظ بعض أعضاء المجلس على المحاضر خالد الغنامي، من دون أن يذكروا أسباب هذا التحفظ، علماً أنه من الأسماء الثقافية المطروحة في المشهد السعودي، وله زاوية معروفة في صحيفة "الوطن"، ولم يصدر أي تحفظ رسمي أو شعبي أو ثقافي عليه، وإلا لما أعطي هذه المساحة الواسعة من الكتابة في الصحافة المحلية والمشاركات الفكرية الأخرى.. إضافة إلى أن أهمية المحاضرة أنها تحاول صياغة فهم المجتمع لذوي الإعاقة ودمجهم في المجتمع، وهذا من الأعمال التي تصب في مصلحة النادي الأدبي، ولكنهم لم يتعاملوا معي بشكل لائق، ولم يردوا عليَّ بشكل رسمي.
واستطردت "نوال" قائلة: عندما اعترضت على عدم الرد تم الرد عليَّ عن طريق رسائل "واتس أب" بأن هذا الأمر مفروغ منه ولا يحق لأحد كائناً من كان مناقشته، وكان هذا رد الحيدري نفسه، وعندما ألححت في طلب الرد أجابني: "هذه اللغة في مخاطبة المجلس لا يملكها إلا وزير الثقافة والإعلام فقط، أرجو المعذرة"، مؤكدة أنها ترفع هذا الأمر إلى وزير الثقافة والإعلام للنظر في هذا الوضع الذي وصفته ب"المخجل" ليبت فيه برأيه، ويتخذ فيه الإجراء المناسب".
وحول قضية المعوقين قالت "نوال": الأندية الأدبية عامة تملصت من دورها في احتضان هذه الشريحة، ولم تقم بطباعة إصداراتهم، ومنذ وقت سابق وحتى الآن لا نجد من يرعى إبداعاتهم سوى مؤسسات من خارج المملكة، كاتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وبعض دور النشر العربية، وهذا يدل على عدم تقدير المسؤولية التي يفترض أن يقوم بها "أدبي الرياض" الذي بات يلتقط الحاضرين المعلبين ليقدموا مواضيع ليست ذات مساس بالأدب والثقافة.
من جهته، أكد الكاتب السعودي خالد الغنامي ل"سبق" أنه تمت دعوته بالفعل إلى محاضرة عن الإعاقة والترجمة، وقال: "أبلغتني الأخت نوال الجبر بأنه ستقام محاضرة في هذا الموضوع للمعوقين، وفوجئت بإلغاء المحاضرة بسبب تحفظ النادي على المحاضر (الذي هو أنا)، علماً أنه لا توجد لدي أي خلافات لا مع النادي ولا مع أعضاء مجلس الإدارة، ولا أملك إلا تفسيراً وحيداً (من الآخر)، إنه لمجرد أن خالد الغنامي سبق أن كتب ما يعتبره هؤلاء ضد الليبرالية فهم يتحفظون عليه".
وحول أحقية رئيس النادي في عدم إبداء أسباب رفضه يقول الغنامي: "يحق لي أن أفهم وأعلم لماذا أُوقفت وتم التحفظ عليَّ، وأن أفهم لماذا الخصومة؟ هل هي فكرية أم شخصية؟ لكن يبدو أن هؤلاء القوم لا يعيشون معنا، وأن المبنى قديم وكذلك تحكمه عقليات قديمة"، واختتم قائلاً: "عبدالله الوشمي نعم الرجل، ونفتقده كثيراً".