نظّم نادي الرياض الأدبي يوم الثلاثاء الماضي، وبالشراكة مع مجموعة التفاؤل التطوعية ندوة “الفوتوجرافيون والتطوع، تجارب وشهادات ” واستضاف فيها المصورين الفوتوجرافيين ياسر القيضي، وراشد العقيل، وهما من أصحاب الخبرة، ولهما مشاركات في الأعمال التطوعية، وتم استعراض لوحات فوتوجرافية ترصد الطابع الإنساني في مشاركاتهما التطوعية، التي تكاملت مع فضاء تقني، كان إفرازاً لنهج المدرسة الأوروبية الحديثة التي يتبعانها، بدءاً من صورة الشجرة التي التقطت في ضواحي سوريا، وكانت من الصور المؤثرة بالنسبة للفوتوجرافي راشد العقيل، الذي حكى تأثره بها بسبب ميل والدته رحمها الله لها، إضافة إلى أنها رمز لدورة الحياة، وصولاً إلى صورة القطار الذي كان سبيلاً لمحطة عبور أخرى حتى المسجد الأموي الذي منح المكان روحانية خلاقة، وأجواء إيمانية من زوايا مختلفة، مع حضور المباني القديمة في استخدام تقنية عزل اللون. الفوتوجرافي راشد العقيل، وجد أن مشاركته في العمل التطوعي أضافت له خلفية ثقافية تمكّنه من التعامل مع الجهات التي تطلب مشاركته، التي في كثير من الأحيان يرفض التعاون معها لكونها تسلب على ذاتها الجانب الإنساني لتحقيق أهداف غير إنسانية كالتسويق لمنتج تجاري، مع البعد كل البعد عن العمل التطوعي، و”استغلال الطاقات الشابة، وسلبها للترويج لسلعة، في وجه من وجوه الإعلان التجاري بخيس الثمن، وله شرعية وقبول لدى الآخرين”. وفي زاوية أخرى تناول الفوتوجرافي ياسر القيضي مسألة المواقف الخاصة بذوي الإعاقة، التي كانت تغيب عن اهتمامه، حيث بات يتوقف خارجها بعد أن ألتحق بالعمل التطوعي، وتعلم مهاراته، واكتسب ثقافةً من خلال تجربته في احترام مشاعر ذوي الإعاقة، والحفاظ على أبسط حقوقهم بالحصول على مواقف خاصة بسياراتهم لا يشاركهم فيها أحد. ثم بدأ استعراض اللوحات الأخرى لياسر القيضي، التي كانت متزامنة مع تجارب راشد العقيل، وهما يستقيان أعمالهما من ذات المدرسة. وانتقد رئيس نادي فوتوجرافيي الشرق الأوسط، يونس السليمان عجز وعشوائية العمل التطوعي، مما جعله يلتزم المسار المضاد “فالجمعيات الخيرية أخفقت في تحقيق أهداف التنمية بمفهومها، وغاب الإطار المؤسسي الذي يجمعها، ويبصر الطريق لمن يبحث عن مسار للالتحاق بالعمل التطوعي” مشيرا إلى أن مَن يقرأ واقع العمل التطوعي، يصاب بالخيبة، فمعظم القيادات المؤهلة لا تتجاوز مرحلة الاجتهادات الفردية في ظل غياب الإستراتيجية الواضحة للعمل التطوعي بمختلف توجهاته، مؤكدا أن المتطوعين يؤدون أدواراً لا تتجاوز المراحل الأولية، ولن تقارن يوما بالتجارب العالمية، وذلك لأنها لا تمتلك رؤية واضحة، وأهدافا متبلورة في مسار هذا المفهوم الكوني للعمل التطوعي. الرياض | فيصل البيشي