ثمة تيمة تتكرر كلما انعقدت دورة جديدة لأعرق مهرجان سينمائي عالمي، هي تيمة «الحب»، فقد ختمت الدورة السابقة لمهرجان كان السينمائي، بتتويج لفيلم «الحب» للمخرج النمساوي ميكائيل هانيكي، يومها اختارت الدورة ال65 أفيش مانرين مونرو كأيقونة، ويبدو أن الحب لن يختلف عن المهرجان هذه السنة، وخيارات المهرجان لدورتها الجديدة ال 66 بدأت بأفيش للزوجين الأمريكيين بول بنومان وجوان وود ورد. في الدورة رقم 66 التي ستنعقد في الفترة ما بين 15 إلى 26 من شهر مايو الجاري، أخذ المهرجان ملصقة مفعمة بالحب، هي صورة الزوجين الممثلين الأمريكيين بول بنومان وجوان وود ورد، في وضعية رومانسية حالمة وغريبة أيضاً، الاختيار لم يكن اعتباطياً كما ذكره رئيس المهرجان جيل جاكون خلال ندوة صحفية، بل هي «خيارات المهرجان التي تبحث عن الحب والسلام والأمان أيضاً»، ربما هذه الرسالة ترجمتها أيضاً خيارات الأفلام التي ستتنافس على السعفة الذهبية في المهرجان بدءاً من فيلم «فقط الأحباء على قيد الحياة» للمخرج الأمريكي جيم جامروش، القصة تلخص قصة حب بين آدم وحواء، آدم وهو موسيقي تحت الأرض، وحواء تشعر بالانزعاج من قبل شقيقتها إيفا، وهذا من خلال المنافسة الرسمية. أيضاً هناك فيلم «غاتسبي الرائع» للسينمائي الأسترالي باز لورمان سيعرض خلال حفل افتتاح الدورة ال 66 لمهرحان كان، في قاعة مسرح لوميير الكبرى في قصر المهرجانات، ضمن الاختيارات الرسمية خارج المنافسة، الفيلم يحمل أيضاً شيئاً من «الحب»، فهو يروي قصة مقتبسة عن رواية الكاتب الأمريكي الشهير فرانسيس سكوت «فيتزجيرالد»، يتحدث وسط غليان الذي شهده الساحل الشرقي للولايات المتحدة في العشرينيات، من القرن الماضي عن الشخصية الرومانسية والمأساوية لجاي غاتسبي يجسد شخصية جاي، النجم الأمريكي ليوناردو دي كابريو الممثل الذي يعد أيقونة «الحب»، في فيلم التيتانيك. أما باقي الأفلام، فجاءت تحمل قصصاً ثانوية عن»الحب»، ونذكر فيلم المخرجة الفرنسية الإيطالية الأصل فاليريا بروني تيديشي، حيث ينافس فيلمها «قصرإيطالي»، في المسابقة الرسمية، قصة الفيلم تبحث في مصائرعائلة صناعية ثرية، تمزقها أهواء وأمراض وشيخوخة أفرادها، ومع ذلك فالحب هو ما يربط شخصيات القصة، وتتواصل تيمة «الحب»، ضمن باقة «كلاسيكيات السينما»، وهذا من خلال فيلم «الحسناء والوحش» للشاعر الفرنسي جون كوكتو عام 1946، بحسه الفني الرائع لمس رمزية الحب في هذا الفيلم، ربما لأصدقائه الأخيار في مجال الفن دور في ذلك، إذ صاحب كثيراً الفنان التشكيلي باولو بيكاسو، وصاحبة ماركة «شانيل» الشهيرة كوكو شانيل. بالمقابل، فإن المشاركة العربية، ضعيفة هذه السنة، وتلخصت في الفيلمين، الأول فيلم «عمر» للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد، ضمن باقة أفلام «نظرة ما»، التي يخصصها المهرجان لتسليط الضوء على الأفلام المميزة، فيلم المخرج الفلسطيني الهولندي الجنسية، مفعم بالحب أيضاً، ويحمل قصة حب لم يؤكد المخرج ماهي هذه القصة، ولكن ما أكده من خلال حواراته الصحفية أن التصوير تم في قلب الناصرة، وأن القصة أصلية أيضاً. وضمن المنافسة فيلم «حياة عادل الجزء الأول» للمخرج التونسي الأصل، الفرنسي الجنسية عبداللطيف كيشيش، حيث يدخل فيلمه ضمن عروض الافتتاح للمهرجان، ولكن لا نعرف ما يخبأ هذا الفيلم، من مفاجآت، حيث تظل قصته غامضة لحين عرضه الأول في هذا الحدث السينمائي العالمي. فيما حرم المخرج الجزائري مرزاق علواش، من المشاركة في باقة «نصف شهر المخرجين»، حيث تأخر في تجهيز فيلمه الجديد عن قصص مختلفة لشباب جزائري، تحمل أيضاً إحدى القصص «الحب» كتيمة في هذا الفيلم الذي لم يكتب له أن يشارك هذه المرة في مهرجان كان السينمائي. كما أن «الحب لن يغيب» عن الشخصيات السينمائية التي تترأس لجنة التحكيم، للمسابقة الرسمية، حيث تنضم الممثلة الأسترالية نيكول كيدمان، التي حصلت على أوسكار أفضل ممثلة عن فيلم «الساعات»، وكانت زوجة للممثل الأمريكي توم كروز قبل أن يحصل بينهما الانفصال، التي تعتبر أيضاً أيقونة «الحب»، إلى هذه اللجنة رفقة ويديا بالان ممثلة هندية، وناعومي كاواز مخرجة يابانية، ولين رامساي مخرجة بريطانية، ودانيال أوتاي ممثل ومخرج فرنسي، وأنغ لي كاتب سيناريو أيضاً مخرج ومنتج تايواني، وكرستيان مونغوي مخرج ومنتج روماني، وممثل أسترالي كرستوف واتز، وهي اللجنة التي يترأسها المخرج والمنتج الأمريكي ستيفن سبيلبرغ. ميكائيل هانيكي