صبَّ معتقلو السلفية الجهادية في المغرب جام غضبهم على حكومة الإسلاميين، التي يقودها حزب العدالة والتنمية، وذلك مع قرب الذكرى العاشرة لتفجيرات الدارالبيضاء، التي أودت بحياة 45 شخصاً بينهم 13 انتحارياً في ال16 من مايو عام 2003. ورأى المعتقلون، في بيانٍ حصلت «الشرق» على نسخة منه، أن حكومة «العدالة والتنمية» هي الأسوأ في تاريخ المغرب، وأن الحزب الإسلامي الذي يقودها أصبح أكثر حرصاً على «العلمانية من العلمانيين». ورأى البيان، الذي يعدّ الأعنف من نوعه، أن حزب «العدالة والتنمية» انقلب على إرادة الإصلاح والتغيير لدى الجماهير الغاضبة وتنكر لقضية المعتقلين السلفيين «بعد أن استغلها بشكل انتهازي كورقة انتخابية». ولفت إلى أن معتقلي السلفية الجهادية «نالوا من العذاب على عهد حكومة الإسلامي عبدالإله بنكيران ما لم ينالوه من قبل». واتهم المعتقلون السلفيون قيادة «العدالة والتنمية» بإبرام «صفقة» مع النظام نظير الحصول على كراسي الحكومة. وقسَّم البيان التيار الإسلامي في المغرب إلى ثلاثة أطياف، طيف إسلامي، وهو «العدالة والتنمية»، قَبِلَ «الصفقة على حساب الدعوة»، وطيف آخر، وهو «العدل والإحسان»، انحنى للعاصفة إيثاراً للسلامة رغم توفره على مقومات التأثير وإمكانيات إحداث التوازن، ثم طيف ثالث ممثل في التيار السلفي، وهو «الأقل عدداً والأكثر تأثيراً، نال من الأذى نفياً وقتلاً واعتقالاً ما ناله، فضلاً عن حملة تشويه ممنهج أسهمت فيها جميع ألوان الطيف في المجتمع، يقودها إعلام في غالبه يفتقد للمصداقية والاستقلالية»، بحسب البيان. كما شن البيان هجوماً عنيفاً على العلماء بحجة صمتهم «على ما يتعرض له المعتقلون داخل السجون»، وانتقد أيضاً الحقوقيين وعدّهم «متناقضين».