كشفت مصادر كردية مطلعة عن رسالة يمكن أن يحملها وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، إلى واشنطن خلال تلبيته دعوة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، لمناقشة تطورات الموقف الإقليمي من الحلول الأمريكية للأزمة السورية. فيما أدانت الحكومة العراقية في بيان لرئيس الوزراء نوري المالكي الاعتداء الإسرائيلي على سوريا، لحقه بيان لوزارة الخارجية، يأتي ذلك بعد ساعات من اتصالات هاتفية أجراها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مع المالكي وهوشيار زيباري وزير الخارجية، تؤكد مصادر عراقية مطلعة أن كيري طلب في كلا الاتصالين تهدئة الموقف الإيراني لاسيما في جنوب لبنان، باعتباره الثمن المقبول لدعم واشنطن ديمومة بقاء المالكي على رئاسة الحكومة في بغداد، وتقول هذه المصادر في حديثها ل»الشرق» إن الجهود التي يبذلها كيري لإنهاء الأزمة السورية تستخدم العصا التركية والجزرة العراقية في الحد من التأثير الإيراني في مشكلات المنطقة، وأبرزها المشكلة السورية، وهو محور الدعوة التي وجهها وزير الخارجية الأمريكية لنظيره العراقي بعد ساعات من عودة الوزراء الكرد إلى اجتماعات مجلس الوزراء الخميس الماضي. بدورها، رجحت عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي عن التحالف الكردستاني النائبة آلا طالباني أن يكون على رأس المباحثات العراقية الأمريكية الملفان السوري والإيراني، كما أن الملف العراقي لن يغيب عن مباحثات زيباري وكيري. مؤكدة في حديثها ل»الشرق» أن القضية السورية اليوم تهم الجانب الأمريكي، الذي يحاول استطلاع الموقف العراقي حول ما يجري بخصوص ما يجري هناك، فضلاً عن ردة فعل العراق حول الدور الإيراني في المنطقة. وتشدد طالباني على أنها تتحدث كتحليل لما يمكن أن يكون، بأن كيري يريد ضرب عصفورين بحجر واحد بدعوة زيباري، مستفيداً من عودة الكرد إلى كابينة المالكي الوزارية، فوزير الخارجية الأمريكي بحاجة ماسة إلى معرفة رأي الإقليم الكردي من الأزمة السورية بعد معرفة رأي الحكومة الاتحادية، خاصة أن الكرد اليوم ضد بقاء الأسد في السلطة السورية، ومن المحتمل أن يحمِّل رئيس الإقليم مسعود برزاني وزير الخارجية زيباري، رسالة شفوية إلى كيري يطلب منه تسهيل ومباركة مد أنبوب لتصدير النفط من الإقليم باتجاه أوروبا عبر الأراضي التركية، مقابل مساعدة كردية لإسقاط الأسد واستغلال أراضي الإقليم باتجاه ما يدفع أو يساعد على ذلك. ورأت طالباني في حديثها ل «الشرق» أن مشاورات بين تركيا وأمريكا جرت لاستغلال الكرد في العراق من أجل المساعدة في إزاحة الأسد، مقابل توسيع تركيا لاستثماراتها في الإقليم والتنقيب عن آبار جديدة للبترول في كردستان، فضلاً عن أن أنقرة جعلت من أمريكا وسيطاً لأخذ ضمانات من الكرد على تحجيم عمل حزب العمال الكردستاني.