وصل إلى عمان أمس، وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، في زيارة جدلية، يلتقي خلالها نظيره الأردني ناصر جودة، وعددا من كبار المسؤولين، وسط اتهامات إيرانية عسكرية للأردن بالوقوف إلى جانب الثورة السورية، والسماح للطائرات العسكرية الإسرائيلية بعبور أجوائه لضرب دمشق. ويجري صالحي، اليوم مباحثات مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، ونظيره الأردني ناصر جودة، كما يعقد مؤتمرا صحافيا، وفي المساء سيقوم بافتتاح مقر السفارة الإيرانية الجديد، كما سيلقي محاضرة في جمعية الشؤون الدولية عن الأوضاع في المنطقة. زيارة صالحي تترافق مع تأزُّمٍ أردني داخلي، جاء على شكل موقف سياسي شعبي، وآخر عملي من خلال حرق مقر طائفة البهرة الشيعية في مدينة المزار الجنوبي، حيث مقام الصحابي الجليل جعفر بن أبي طالب. هذا من الجانب الأردني، أما من الجانب الإيراني فجاء عبر تصريحات متكررة لقادة الجيش الإيراني الذين اتهموا الأردن مباشرة، تارة بتسهيل مهمة مرور المقاتلين المتشددين التابعين لجبهة النصرة إلى سوريا، وأخرى بالسماح للطائرات الإسرائيلية بالمرور من أجوائه لضرب دمشق. وأكدت مصادر دبلوماسية عربية ل«الشرق» أن زيارة صالحي لها أبعاد سياسية وأمنية واقتصادية. ففي السياق السياسي، بحسب المصدر، فإن الأردن يهدف إلى سماع رأي إيران باعتبارها لاعبا رئيسا في المشهد السوري، خاصة أن الأردن قدم مبادرة سياسية، بهدف تجنيب سوريا الوقوع في مزيد من الاقتتال وإراقة الدماء سواء من المعارضة أو النظام. وتابع المصدر أن الأردن يهدف إلى احتواء الموقف الإيراني من خلال عرض مبادرة الملك عبدالله الثاني، على الرئيس الأمريكي باراك أوباما، التي تتمثل بضرورة البحث عن خارطة طريق سياسية تدريجية للوصول إلى دولة ديمقراطية، يسمح بموجبها تعديل الدستور، وإجراء انتخابات حرة على مستوى الرئاسة والبرلمان. أما في السياق الأمني فسيستغل الأردن الزيارة لتوصيل عتبه إلى إيران وقادتها العسكريين، الذين يصدرون بشكل مستمر بيانات وتصريحات تفيد بتورط الأردن بالحرب في سوريا، ووقوفه إلى جانب المعارضة وإمداد الجيش الحر بالسلاح. وفي السياق الاقتصادي يرى المصدر أنها ستركز على المبادرة التي كشف عنها السفير الإيراني في عمان مصطفى زادة، التي تتضمن منح الأردن النفط لمدة 30 عاما مقابل السماح بالسياحة الدينية لأبناء الطائفة الشيعية لمزارات الصحابة من آل البيت خاصة مقام الصحابي جعفر بن أبي طالب. وستبدأ اليوم مباحثات الوزير الإيراني مع المسؤولين الأردنيين، وستتناول العلاقات الثنائية بين الجانبين وسبل تطويرها، إضافة إلى الأزمة السورية . وعلى نفس الصعيد، هاجم رئيس لجنة الشؤون العربية والدولية في مجلس النواب النائب بسام المناصير، إيران ومواقفها «التوسعية» في المنطقة، قائلا «لا أهلا ولا سهلا بصالحي». موقف المناصير، باعتباره رئيسا للجنة الشؤون الخارجية، يعتبر موقفا متطورا، ففي الوقت الذي تعلن فيه الدولة استقبال ضيف لها، يخرج من البرلمان موقف مضاد لتوجهات وسياسة الدولة، بالبحث عن بدائل وسيناريوهات للحل سواء على المستويين السياسي أو الاقتصادي.