أكّدت الحكومة الأردنية أن "اشتباكات" ليلية بين القوات المسلحة الأردنية والجيش السوري النظامي تحصل باستمرار، وأنها تندرج في سياق حماية الحدود الأردنية و"حماية عملية عبور اللاجئين" إلى الأراضي الأردنية. وفي أول اعتراف رسمي بوجود "اشتباكاتٍ"، قال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة خلال مؤتمر صحافي عقده الأربعاء مع نظيره الأسترالي بوب كار، "إن القوات المسلحة هي المعنية بإصدار بيانات بشأن ما يحدث على الحدود لكن الاشتباكات تحصل باستمرار وليس كل مرة يكون الإعلان عنها، وواجبنا حماية الحدود". وأضاف جودة أن ما يسمى "اشتباكات" تندرج في سياق مهمة القوات المسلحة الإنسانية، في الوقت الذي تشهد فيه الحدود عبور نحو ألفي لاجئ سوري عبر الحاجز الشائك الحدودي.
وأشار جودة بالقول: "نتحدث عن أكثر من ألف إلى ألفي لاجئ يومياً هم بحاجة إلى المساعدة والعناية الطبية، ويحدث إطلاق عيارات نارية وجروح وإصابات، خاصة إذا وصل إطلاق النار إلى الجانب الأردني، لكن الهدف الأساسي هو حماية اللاجئين وهو ضمن واجب القوات المسلحة".
وكانت مناوشات عنيفة قد وقعت، فجر الأربعاء، في المنطقة الحدودية بين بلدة تل الشهاب السورية والطرة الأردنية خلال عبور لاجئين سوريين إلى الأراضي الأردنية، تخللها تبادل كثيف للنار بحسب شهود عيان في المنطقة.
وأوضح شهود عيان بأن إطلاق النار بدأ من الجيش النظامي السوري لإعاقة دخول لاجئين سوريين إلى البلاد، قابله رد من أفراد الجيش الحر فيما أطلق الجانب الأردني أعيرة نارية وقنابل مضيئة بحسب المصادر.
وتزامن عقد المؤتمر الصحفي مع زيارة خاطفة قام بها وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا إلى عمّان التقى خلالها - بحسب مصادر رسمية - العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، فيما أشار جودة إلى أنها زيارة مبرمجة منذ وقت سابق.
وحول وجود أي خطة مشتركة عسكرية بين الجانبين الأردني والأمريكي في ضوء إعراب مخاوف الأردن من استخدام سوريا لأسلحة كيماوية في المنطقة، اكتفى جودة بالقول: "هناك الكثير من القضايا التي تم بحثها وهناك تعاون عسكري مستمر". وأكد جودة بحثه مع الوزير الأسترالي سبل تعزيز العلاقات الثانية في ملف الأزمة السورية ودعمها للحل السياسي، إضافة إلى ملف مباحثات السلام بين الفلسطينيين والجانب الإسرائيلي.