يبدو لي والله أعلم أن الصحفيين يصلح فيهم المثل القائل: (باب النجار مخلوع)! حيث إن أغلبهم يجعل مناقشة مشكلاته – التي تفرضها عليه طبيعة عمله – ضمن آخر اهتماماته! هو يناقش مشكلات التنمية، ويطارد معاناة الناس ويبحث عن الأخبار ويوسوس بها حتى في منامه؛ ولكنه ينسى نفسه في خضم مشاغله الوافرة! فمهنة المتاعب التي اختارها سيجد معاناتها فوراً ومنذ لحظة البدء مع دخوله من أي أبواب الصحافة شاء، ويعرف في قرارة نفسه أنه سيواجه بال»عين الحمراء» هنا أو هناك أو يتعرض للمصاعب! مع ذلك يختار مواصلة السير قُدُمَاً، وقد يرمي نفسه في طريق المخاطر حين يختار التوجه نحو مناطق الصراع الساخنة التي تتوزع في معظم أنحاء العالم، وبرغم الخطر إلا أن الضمانات التي يتعلق بها تبدو شحيحة جداً وضئيلة أو حتى مفقودة في بعض الأحيان! أسوق تلك المقدمة شبه الطويلة بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يوافق الثالث من «مايو» من كل عام! ويخبرنا مدير حرية التعبير وتنمية وسائل الإعلام في اليونسكو «غاي بيرغر» بأن العام الماضي كان (العام الأكثر قتلاً للصحفيين منذ أكثر من عقد من الزمان)! ولن أستطرد أكثر فيكفيك من شرّ سماعه! وأعود لنطاقنا المحلي فأقول إن الملك عبدالله – يحفظه الله – قد رفع من سقف حرية الصحافة كثيراً، وهذا أمر ملموس خصوصاً لمَنْ هم أكبر و»أفهم» مني في الصحافة، والمسؤولية ليست مقصورة على الحكومة، بل مشتركة بقيام المؤسسات الصحفية بتحديث نظرتها لأهمية المرحلة، فتتيح لمنسوبيها التشجيع والدعم والتدريب وتثمين جهود المتميزين منهم، فهم فرسانها كما هم فرسان الوطن، وأغلب المؤسسات الصحفية لدينا تقوم على جهد مراسليها «المتعاونين»، فمَنْ يضمن لي إعطاءهم حقوقهم يا صحافتنا؟! ويا هيئة صحفيينا؟!