رغم كون جائزة الثبيتي التي ينظّمها أدبي الطائف ذات أفق عربي، إلا أنها ذهبت باتجاه (الداخل) السعودي حين فاز بها علي الدميني عن (كامل تجربته الشعرية)!، فهل كانت تجربة الدميني (الشعرية) تستحق هذا الفوز بالفعل؟ أم إن الجائزة قد جيّرت باتجاه طيف أيدلوجي له استحقاقه المرحلي لتصفية حسابات كانت نائمة في ملفات الزمن الجميل، وحان الوقت لإيقاظها (الشللي)؟ ثمّ أين هي تجربة الدميني المتسببة باختياره إذا ما قارنها بتجارب شعراء عرب وسعوديين حفرت تجربتهم في الذاكرة (الجماهيرية) العربية حفراً عميقاً، لا يمكن تجاهله، أو القفز عليه، كتجربة مظفر النواب، وأدونيس، وعبدالرزاق عبدالواحد، ومحمد العلي، وقاسم حداد، وعدنان الصايغ، وأحمد مطر، وسميح القاسم، وسليم بركات، والمقالح، وآخرون. أين هو الدميني من كل هؤلاء؟! لا شك بأن الدميني أنجز نصوصاً متميّزةً في الثمانينيات كنص (الخبت)، ولا جدال في أنه قدّم للمشهد الثقافي المحلي الكثير، في ملحق (المربد) الثقافي، وفي (النص الجديد)، وفي (المنبر)، وفي عديد من تأسيساته التنويرية. وممّا لا شكّ فيه -أيضاً- أنه ناشط حقوقي نذر نفسه للوطن، ولقضاياه المصيرية، ودفع – بشجاعة- سنواتٍ من عمره لأجل استمرار مسيرة الإصلاح الوطني. ولكن، هذا كله لا يمتّ ل(كامل التجربة الشعرية) بصلة تذكر، فالدميني -والكثير من مجايليه- لم يراوحوا أنفسهم، وقوالبهم، وأناشيدهم منذ الثمانينيات، وكأن الصورة الفوتغرافية الشعرية قد توقفت هناك، ولم تتعداها إلا على هيئة نص كلاسيكي ينضح بالغنائية الفاقعة. أعتقد أن لجنة الجائزة السباعيّة أخطأت في حق الشعر، وفي حق الثبيتي، وفي حق الدميني، وفي حقنا، عندما اعتبرتنا مجرد جمهور لا يجيد سوى التصفيق العاطفي للنجوم والأيقونات!