الدمام – إبراهيم جبر الأعمال الحقيقية لا تلقى رواجاً لدى القنوات والمنتجين بسبب الرقابة لن أتنازل عن مبادئي.. وجلوسي في البيت خير من تقديم عمل يضر الناس شدد الفنان القطري غانم السليطي، في حديث ل »الشرق»، على أن الأعمال التليفزيونية الحقيقية، مثل مسلسل «تصانيف»، لا تلقى إقبالاً لدى المنتجين والقنوات، بسبب موضوعاتها التي تصطدم بالرقابة. وقال السليطي، في رده على سؤال عن توقف إنتاج مسلسل «تصانيف» عند الجزء الثاني: «أنا لست منتج المسلسل لأوقفه، المنتج شركة تارا القطرية، أنتجته لصالح التليفزيون القطري، وهو لم يطلب جزءاً ثالثاً»، موضحاً أن مثل هذه الأعمال غير مربحة مادياً نتيجة لعدم الإقبال عليها بسبب الرقابة، التي تختلف من دولة إلى أخرى في قبول مثل هذا النوع من الأعمال. الإيمان بالعمل وأضاف «إذا لم تكن هناك جهة رسمية تؤمن بقيمة هذا العمل وتنتجه، فصعب أن أكتب وأبذل جهداً من أجل لاشيء، أنا أكتب ثلاثين حلقة تأخذ مني سبعة شهور، ثم لا أجد جهة تنتج»، مؤكداً أن «شركات الإنتاج ليست جريئة في تقديم أعمال تتناول قضاياً قد ترفض رقابياً، لأنها شركات تسعى للمال والربح، لا يهمها أن تقدم عملاً لا لون ولا طعم ولا رائحة له أم لا، المهم أن يمر من كل مقصات الرقابات التليفزيونية». وأوضح أن الجزء الثاني من «تصانيف» لم يشتره سوى تليفزيون قطر وقناة أبوظبي، وقال إن «الإنتاج في مجمله ما عاد بقيمة الفن والفكر ومضمون العمل. الآن الإنتاج عبارة عن علاقات شخصية ومصالح، ولا يمنع أن أقول إن هناك أكثر من مصالح، سواء كانت من فوق الطاولة أو تحتها»، معلنا رفضه لمقولة «العمل الجيد يسوق نفسه»، وقال: «هذه المقولة بالنسبة لي فيها شك، هناك واقع غير نظيف، الآن المصلحة تسوق نفسها. قد يكون هناك مؤلفون أو فنانون يملكون أعمالاً جيدة، لكن من الصعب عليهم تسويقها لأنهم لا يملكون أدوات التسويق»، مختصراً قوله في هذا الجانب بعبارة «صارت الدنيا مقلوبة، تسويق عمل تافه أسهل من عمل جيد، في ظل واقع غير نظيف». التزام بالمبدأ وعن عدم تقديمه بعض التنازلات حتى يجد جهات إنتاجية تقبل أعماله، قال: « مع الأسف، لم أقدم تنازلات في جميع مراحل عمري، منذ البداية، فيستحيل أن أتنازل الآن، فالتنازل إساءة للمبدأ»، مضيفاً «يشرفني أن أجلس في البيت، على أن أقدم عملاً لا يخدم الناس، أو أن أقدم عملاً تافهاً، لأن العمل التافه سيضرهم». تراجيديا.. كوميديا! من جانب آخر، بيّن السليطي أنه لن يكرر تجربته في مسلسل «إمراة تبحث عن المغفرة»، الذي طغى فيه الحزن، مشيراً إلى أن الموضة اتجهت، منذ عدة سنوات، صوب موضوعات المرأة، والأعمال ذات البطولة النسائية، أو التي يكتبها نساء لا يعرفن الجو العام، «ولكن نتمنى أن نلاقي عملاً يناقش قضية اجتماعية بعيداً عن أجواء الحزن واستدرار الدموع». إلا أنه لم ينف أن هناك بعض الأعمال الخليجية الجيدة عرضت في شهر رمضان العام الماضي، وقال: «بالتأكيد هناك أعمال خليجية جيدة، لكنني لست متابعاً جيداً بصراحة»، موضحاً أن الفنان حبيب الحبيب لفت نظره بما قدمه، متمنيا أن يوظف الحبيب طاقته في تقديم قضايا اجتماعية «ويبتعد عن التقليد والإضحاك من أجل الإضحاك»، وأن ينظر إلى «الكوميديا الراقية، وكوميديا الرأس والمفاهيم، وألا يجر إلى ما نراه من بعض الفنانين من إسفاف»، مشيراً إلى أن كثيراً من الممثلين الخليجين اتجهوا إلى «كوميديا الإضحاك من أجل الإضحاك، ووصلوا فيها إلى درجة الإسفاف والتفاهة». تعاون وحول عدم تعاونه مع قنوات كبيرة «إم. بي. سي»، على سبيل المثال، أفاد السليطي «لم يتصل بي أحد من مسؤوليها، وهي محطة كبيرة ويشرفني أن أتعامل معها»، مشيراً إلى أنها عرضت الجزء الأول من «تصانيف»، ولم تعرض الجزء الثاني، «ولا أعرف الأسباب». وتابع «يشرفني أن أتعاون معها ومع التليفزيون السعودي أو الإماراتي أو الكويتي أو البحريني، فقدرنا أن نعمل مع بعض». الدراما القطرية وعن الدراما القطرية وتليفزيون قطر، أوضح تليفزيون قطر في السنوات الأخيرة «غائب وغير موجود، ولم يحفاظ على تميز الدراما القطرية، وغاب عن الساحة وتراجع وفقد كثيراً من مشاهديه»، مضيفاً «يقال أن هناك حالة من التطوير في التليفزيون، ونحن ننتظر هذا التطوير من سنتين، وإن شاء الله يحدث». الوضع العربي وفي رده على سؤال حول جديده في ختام الحديث، أشار السليطي إلى الوضع في الوطن العربي لا يشجع على الكتابة، في ظل ما يجري من قضايا وحروب من ثورات وانتفاضات، مؤكداً أن الفن يحتاج الاستقرار، «وأكذب عليك لو قلت لك إني أستطيع كتابة مسلسل وأنا في اليوم أشاهد خمس نشرات أخبار تتحدث عن موت مئات السوريين، وعن قصف غزة، وعن مشكلات الخليج» موضحاً أن كل هذه القضايا تجعل من الصعب على الإنسان، خاصة إن كان يحمل «هماً اجتماعياً»، أن يمسك قلماً ليكتب، «لأن من شروط الكتابة الاستقرار النفسي. في مثل هذه الظروف أعتقد أن الفنان الحقيقي عليه أن يتابع ويصمت إلى أن تستقر الأمور».