بالعلم يحيا الإنسان حياة أخرى، بالعلم يمكنه أن يتفهم الحياة أكثر، بالعلم يقي نفسه من مرض الجهل ومضاعفاته! . في ظل تسارع وتيرة الحياة وانشغال الناس في تدبير شؤونها، لم يعد الأمر متاحاً لكثير منهم أن يقوموا بتخصيص قدر من الوقت في يومهم للقراءة والاطلاع. فالفرد منّا يكاد لا ينتهي من عمل، حتى يباشر عملاً آخر، فمن أين سيأتيه الوقت الكافي المحرض على قراءة كتاب ما أو حتى مقالة مفيدة ؟. فهو أمر يعد في غاية الصعوبة، خاصة حينما يتعلق الأمر بالمفاهيم والأفكار الجديدة التي تقدمها معظم الكتب بطريقتها التقليدية المملة! التي تحتاج إلى وقت أطول للانتهاء منها والحصول على المعلومة في نهاية الأمر. وفي ظل هذه الظروف التي يعيشها الإنسان المعاصر، وحاجته الملحة للمعرفة، كان لا بد من توفر مصدر للمعلومة، يراعي ظروف الإنسان المعاصر ويوازن فيما بينها ومابين حاجته للمعرفة! ليقدم المعلومة بشكل مبسط وسلس، فيحصل المتلقي على (القيمة) المعرفية بشكل (مختصر) يراعي ضيق وقته. ومن هذا المنطلق كنت أبحثُ عن مواقع على شبكة الإنترنت تساهم في نشر الوعي وتقرأ الواقع وتتعاطى معه رسالتها: المعلومة باختصار. فسعدت جداً حينما وجدت مجموعة تدعى (مدرسة إكس) أعدهم أنموذجاً في هذا الحقل. هؤلاء الشباب لديهم قناة على اليوتيوب يبثون من خلالها أفلاماً قصيرة، توضح فكرة جديدة أو مفهوماً جديداً بشكل مبسط وبأسلوب مشوق وبلغة معتدلة يمكن أن يفهمها الجميع ويستوعبها. رسالة هذه المجموعة التي تدعى (مدرسة إكس) «تتمثل في المساهمة بإثراء المحتوى العربي وذلك عن طريق التعريف بمفاهيم فكرية وعلمية بشكل مبسط وتقديم معلومات مثيرة ومدهشة في مجالات متنوعة ومحاولة ابتكار رسائل جديدة لإعطاء التعليم تجربة مختلفة». أخيراً نقف جميعاً لندعم أمثال هذه الأفكار العظيمة والأعمال الجليلة ونشيد بها وبالشباب القائمين عليها، ونتمنى أن نلحظ توجهاً أكبر من الشباب باختلاف ثقافاتهم ومعارفهم للعمل على صنع مثل هذه البرامج المفيدة والمساهمة في إثراء المحتوى العربي ونشر الوعي في المجتمع، بالأطر التي وضحتها في بداية المقالة «المعلومة القيمة باختصار». هذه البرامج السامية التي غايتها ومضمونها نشر الوعي والمعرفة، وجعلها متاحة للجميع، سواء كان المرء صغيراً أوكبيراً أو متفرغاً أو منشغلاً تعاني من ضيق الوقت.