تنعقد يوم السبت المقبل تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - وبتنظيم من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الندوة الدولية الثانية عن الحاسب واللغة العربية خلال الفترة من 21- 23 شوال 1430 ه، في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات. وأوضح معالي رئيس المدينة والمشرف العام على الندوة الدكتور محمد بن إبراهيم السويل أن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية تحرص من خلال هذه الندوة على مزج الخبرات المتميزة في هذا المجال وعرض قصص نجاح من خلال استقطاب متحدثين وخبراء ذوي كفاءة على المستويين المحلى والعالمي، مبيناً أن فعاليات الندوة ستتضمن عرض تجارب إقليمية ناجحة في صناعه المحتوي العربي والتحديات التي واجهتهم كما تستعرض مشاريع مبادرة الملك عبدالله للمحتوى العربي. وأشار الدكتور السويل الى أن إطلاق المبادرة جاء استشعاراً من خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - لضعف المحتوى العربي حيث أن نسبة المحتوى الرقمي للغة العربية لا تزيد عن 0.3% من المحتوى العالمي المتوفر على شبكة الانترنت بينما الناطقون بالعربية يشكلون ما نسبته 7% من سكان العالم ، وتأتي تأكيداً وتعزيزاً لجهوده ومبادراته الكريمة في سبيل دعم ونشر رسالة اللغة العربية والمعرفة العلمية والعلوم التقنية المتقدمة ودعماً لقرارات الدورة التاسعة عشرة لمجلس جامعة الدول العربية التي عقدت برئاسته في الرياض ، حيث دعت إلى تعزيز حضور اللغة العربية في جميع الميادين بما في ذلك وسائل الاتصال والإعلام والانترنت. وأضاف أن هذه المبادرة الكريمة تتضمن تطبيقات مباشرة للمحتوى العربي تطال التعليم، والترجمة، والبحث العلمي، وتساهم في بناء مجتمع المعرفة، وتعزيز فرص بناء اقتصاد قائم على هذه المعرفة تثري المحتوى العربي في جميع المجالات، وتلبي الحاجة الملحة لردم الفجوة الرقمية بما يسمح ببناء أنظمة تساهم في تكوين المعرفة. وتقوم المدينة بالإشراف على تنفيذ مبادرة الملك عبدالله للمحتوى العربي وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية، وقد جاءت هذه المبادرة إدراكاً لأهمية المحتوى اللغوي وماله من تأثير على الاقتصاد الوطني ومن ثم على حياة الإنسان والمجتمع، وقد عقدت المدينة عدداً من ورش العمل واللقاءات العلمية ضمت عدداً من الخبراء والمختصين ويأتي من ضمنها هذه الندوة والتي تتشرف المدينة بتنظيمها. وقد بدأت المدينة في تنفيذ عدد من المشاريع تحت مظلة المبادرة إما منفردة أو بالتعاون مع جهات أخرى، فمن المشاريع التي تنفذ حالياً ضمن المبادرة المعجم الحاسوبي التفاعلي والذي تنفذه المدينة بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ، ويتوقع أن ينتهي من المشروع خلال سنة من الآن، ويتميز هذا المعجم عن غيره من المعاجم باحتوائه على خوارزميات الاشتقاق والتحليل؛ مما يساعد على زيادة شموليته. كما تقوم المدينة على تنفيذ مشروع كتب التقنيات الإستراتيجية، والذي يهدف إلى ترجمة ثلاثة وثلاثين كتاباً وإتاحتها باللغة العربية للمهتمين، وتشتمل هذه الكتب على ثلاثة عناوين لكتب علمية في مجالات التقنية الإستراتيجية للمملكة. حيث يكون محتوى الكتب العلمية الثلاثة في كل مجال تقني ملائماً للشرائح التالية : 1. كتاب لغير المختصين يفيد في نشر الوعي العلمي في التقنية ويستعرضها بلغة مبسطة تتيح للقارئ العادي استيعاب مفاهيم ومعارف التقنية والإحاطة بها. 2.كتاب تدريسي للطلاب الجامعيين الذين يدرسون هذه التقنية .3. كتاب متقدم للمختصين يتناول المواضيع والتطبيقات التي تتمحور حولها البحوث العلمية في المركز البحثي المختص في هذه التقنية. كما نظمت المدينة عدداً من المنافسات لإثراء المحتوى العربي منها منافسة نول بالتعاون مع شركة جوجل؛ وذلك للتنافس في كتابة أفضل المقالات، حيث تناولت المقالات المشاركة في المنافسة شتى حقول المعرفة الإنسانية، وحظي العديد منها بتعليقات الزوار؛ مما ترك أثراً إيجابياً في إثراء المحتوى العربي، وتشجيع مستخدمي الإنترنت العرب على المساهمة الفعالة في الفضاء الإلكتروني لتعزيز ودعم حضور لغتهم العربية في العالم الرقمي، كما نظمت المدينة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم مسابقة أفضل مجلة إلكترونية للمراكز الصيفية في الوزارة وذلك بهدف بث روح التنافس بين الطلبة والطالبات في مجال النشر الإلكتروني والتحرير الصحفي وتصميم وإدارة المحتوى على الإنترنت . وسوف يتم تكريم الفائزين في هاتين المنافستين خلال الندوة. وفي مجال المحتوى ذي الوسائط المتعددة قامت المدينة مؤخراً بتوقيع اتفاقية لانشاء مركز للوسائط المتعددة مع شركة ايندكس القابضة وذلك بهدف تطوير القدرات الوطنية في مجال الرسوم المتحركة، الوسائط المتعددة والتصميم عبر الكمبيوتر و ألعاب الكمبيوتر عبر تأهيل و إعداد فريق من المتدربين السعوديين في هذا المجال ، حيث تشتمل الاتفاقية على تدريب كوادر وطنية سعودية لمدد تتراوح بين ثلاثة أشهر وسنتين على ممارسة العمل الاحترافي في مجالات الوسائط المتعددة، وستكون هذه البرامج التدريبية الأكاديمية والعملية الأولى من نوعها في المملكة. وفي مجال المحتوى المفتوح والذي يستمد قوته من النجاح منقطع النظير لحركة المصادر المفتوحة حيث تلتها عدة تحركات لتعميم التجربة على جميع محتويات الإنترنت مثل إطلاق رخصة العموميات الخلاقة وتحالف المحتوى المفتوح. لهذا حرصت المدينة ممثلة في المبادرة على العمل على تطوير وسائل لإثراء المحتوى المفتوح، وقد نظم فريق المشروع ورشة العمل الأولى خلال الفترة 20-21/1/1430ه وذلك بحضور عدد من الباحثين في تخصصات علمية مختلفة يمثلون عدد من المؤسسات العلمية داخل المملكة وخارجها وقد خلصت الورشة إلى عدد من التوصيات بتنفيذ عدد من المشاريع لاثراء المحتوى المفتوح منها منافسات اثراء المحتوى والتي بدأت المبادرة فعلياً بتنفيذها. ولما تشكله البرمجيات مفتوحة المصدر من دور في توفير البنية التحتية للمحتوى فقد قامت المدينة مؤخراً بتوقيع اتفاقية مع البرنامج الانمائي للأمم المتحدة وذلك لانشاء برنامج وطني لهذه البرمجيات يهدف الى دعمها وتعريب بعض التطبيقات والتي تخدم القطاع الحكومي وقطاع الأعمال والجهات التعليمية وزيادة الوعي فيما يتعلق بالبرمجيات ودعم رواد الاعمال في مجال خدمات التدريب والدعم الفني وتنفيذ بعض المشاريع التجريبية. ويأتي انشاء هذا البرنامج امتداداً لما قامت به المدينة في السنوات الماضية من تطوير وتعريب العديد من البرمجيات مفتوحة المصدر والادوات والخطوط العربية والتي كان لها أثر في دفع عملية التطوير في هذا المجال. وفيما يتعلق بالمحتوى العلمي المتخصص فان المدينة تعمل حالياً على إعداد مشروع "إصدار مجلات علمية محكمة عن التقنيات الإستراتيجية"؛ بهدف إصدار مجلات ذات طابع عالمي كماً وكيفا، لهذا قامت المدينة بالتعاقد مع دار النشر العالمية "شبرنجر" Springer لتتولى توفير أحدث التقنيات والأساليب في مجال إدارة المحتوى العلمي واستقبال طلبات النشر وتوجيهها للتحكيم، وتعمل المدينة حالياً على مشروع توثيق الانتاج الفكري الوطني الكترونياً ويهدف هذا المشروع الى حصر مصادر المعلومات الوطنية المتخصصة في مجالات العلوم والتقنية، وتحديد حقوق الملكية الفكرية لتلك المصادر، وحفظها، وتنظيمها، والعمل على إتاحتها بنصوصها الكاملة كمرحلة مستقبلية عبر مكتبة رقمية على الإنترنت لعموم الباحثين والمستفيدين بما يدعم خطط و جهود التنمية الوطنية في تلك القطاعات. وحيث أن المبادرة لاتخص جهة بعينها بل هو تضافر جهود مختلفة لخدمة المحتوى العربي في المملكة على الاخص فان المبادرة تشرف عليها لجنة إشرافية عليا برئاسة معالي رئيس المدينة وعضوية ممثلين من وزارة المالية، وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وزارة الثقافة والإعلام، وزارة التعليم العالي، وزارة التربية والتعليم، مكتبة الملك عبد العزيز العامة و دارة الملك عبد العزيز. ورغبة في تحديد ادوار الجهات المختلفة ومشاريعها فان المدينة تعمل حالياً على مشروع إعداد استراتيجية إثراء المحتوى العربي، والذي انطلق خلال هذا الشهر ويستغرق ما يقارب الثمانية أشهر، ويعمل على هذا المشروع فرق وطنية تمثل الجهات الأكاديمية والتعليمية والحكومية والخاصة للخروج بمشاريع محددة وآليات للتنفيذ من أجل إثراء المحتوى العربي بجوانبه المختلفة. والجدير بالذكر أن معهد بحوث الحاسبات بالمدينة قد كرس عددا كبيراً من أعماله لتطوير قواعد بيانات وأدوات لمعالجة اللغة العربية منها على سبيل المثال "البنك السعودي للأصوات" الذي تقوم تقنية التخاطب مع الحاسوب على استخدام بياناته في التعرف على الأصوات والكلمات العربية. ويتسم البنك السعودي للأصوات بالثراء والتنوع الصوتي ليمكّن نظم التخاطب مع الحاسوب من مخاطبة المتحدث العربي بشكل عام والسعودي بصفة خاصة، بغض النظر عن عمر المتحدث أو لهجته وما إذا كان رجلا أم امرأة. وقد طورت المدينة بالتعاون مع شركة "آي بي إم " (IBM) نظام حاسوبي يمكن المستخدم العربي من التخاطب مع الحاسوب عبر الشبكة الهاتفي وذلك باستخدام البنك السعودي للأصوات، كما تم تطوير نظام حاسوبي للقراءة الاّلية واخراج النصوص المكتوبة بشكل صوتي ولهذه الانظمة فوائد عدة على التعليم وفي التطبيقات الطبية ولخدمة المعاقين. كما قام معهد بحوث الحاسب بتطوير نظام آلي لوضع علامات التشكيل على الحروف العربية. ومن الأمثلة على منتجات المعهد المترجم الآلي للأسماء العربية حيث يقوم بكتابة الأسماء العربية بحروف لاتينية وذلك بهدف توحيد كتابة ترجمة الاسماء العربية. وفي مجال التعرف الآلي على الكتابة العربية المطبوعة فان المعهد قد قام ببناء ذخيرة نصوص تستخدم في تطوير انظمة التعامل الآلي مع النصوص العربية المطبوعة، واستخدم ذخيرة النصوص هذه في تطوير نظام حاسوبي يساعد المستخدم العربي على التعامل مع صور النص العربي المطبوع المأخوذ عن طريق الماسح الضوئي وتحويله الى نص قابل للتحرير. ولمزيد من المعلومات يمكن الإطلاع على موقع الندوة على الرابط www.iscal.org.sa . وعلى موقع مبادرة الملك عبدالله للمحتوى العربي على الرابط www.econtent.org.sa .