أدانت عدة صحف أمريكية الاتهام المباشر الذي وجهته السلطات الأمريكية ضد المبتعث السعودي عبدالرحمن علي الحربي «22 عاماً» بالضلوع في تفجيري مارثون بوسطن واعتقاله مباشرة وسط فوضى التفجير والإصابات دون امتلاك أي دليل ضده سوى أنه سعودي. ولم تقف مشاهد التمييز عند ذلك فقد توجهت الشرطة في غضون ساعات من الهجوم إلى مقر سكنه وتفتيش كافة أغراضه الشخصية، وحتى أكياس القمامة، واستجواب زملائه في المسكن وتفحص صفحته على الفيسبوك والتحقيق معه لمدة طويلة، والانشغال عن المجرمين الحقيقيين. أبرز هذا الاتهام المتسرع ثقافة الكراهية الأمريكية تجاه المسلمين وخصوصاً من أصول شرق أوسطية وربطهم الإسلام بالإرهاب. وأدانت هذه الصحف أيضاً ما قامت به وسائل الإعلام الأمريكية وخصوصاً شبكة سكاي نيوز من تشويه لصورة الحربي، والتسرع في نشر صور شاب بريء واسمه الكامل وبعض تفاصيل دراسته وسكنه ووصفه بالإرهابي. وانتشرت صوره على شبكة الإنترنت وخاصة صورته وهو يلبس الزي السعودي ويمسك مسدساً ذهبياً بعنوان الإرهابي السعودي. وانتقد موقع ميديا ماترز الأمريكي تغطية صحيفة نيويورك بوست للأحداث ونشر عدة أكاذيب حول الحربي منها اعتقاله في السجن. عدة صحف ومواقع أجنبية لا حصر لها استنكرت ربط الإسلام بالإرهاب ومنها صحيفة «ديلي فري برس» الخاصة بأخبار طلاب جامعة بوسطن، فقد ذكرت أن على الأمريكيين ألا يربطوا الإرهاب بالإسلام ودول الشرق الأوسط، مبينة أن تفجيرات مدينة أوكلاهوما وأولمبياد أتلانتا وحادث إطلاق النار في نيوتاون لم تكن مرتبطة بالإسلام بتاتاً. أما الكاتبة أمينة شاودراي في صحيفة «هافنجتون بوست» فذكرت أنها قلقلة على ما سيواجهه الحربي بعد نشر صوره واتهامه بالإرهاب، ورغبت في الاعتذار له عما واجهه خلال اليومين الماضيين مستنكره تركيز وسائل الإعلام على كلمة «سعودي» مما يبرز عنصريتها في نقل الأخبار.