أشفق وأنظر بعين العطف والشفقة لأناس أصبحوا يعيشون تحت وطأة وهاجس عبودية القلق والخوف، ليس بسبب مشكلاتهم فكل البشر والمجتمعات لديهم مشكلات مهما تفاوتت صعوبتها تظل مشكلات، لكن عطفي وشفقتي عليهم يأتيان نتيجة إحباطهم ويأسهم وقنوطهم وضعفهم أمام أنفسهم وأمام مشكلاتهم، وخوفهم من المستقبل ومن مواجهة المشكلات، وقد يتحول هذا الخوف والقنوط واليأس إلى مرض نفسي مزمن، ومن ثم يتحول إلى مرض عضوي إن هو ظل مسيطراً على الإنسان ولم يتخلص منه! من هذا المنطلق أردت أن أكتب هذه المقالة التحفيزية التي أتمنى أن تصل قلوبكم وعقولكم، فكِّروا فيها بتمعن تام لعلها تكون سبباً في تفاؤلكم وفي تحرير أنفسكم من هاجس الإحباط، و«فوبيا» الخوف. يجب عليكم الإيمان أنه مهما كانت ظروفكم مؤلمة فلا تكونوا ضعفاء فالضعف والإحباط هما بداية النهاية، فمهما كانت الظروف قاسية عليكم أن لا تيأسوا أو تضعفوا، بل عليكم التحلي بالشجاعة، والصبر، والمثابرة، فإن واجهتكم معاناة أو مشكلة في حياتكم فلا تستسلموا بل عليكم أن تتحدوا الظروف والمصاعب والأزمات بكل جسارة وشجاعة. انظروا حولكم إلى كل الناجحين والمميزين في الحياة، نجاحهم لم يكن سهلاً، دفعوا من راحتهم ومن أعصابهم، غامروا بحياتهم، فقدوا صحتهم، شقوا وتعذبوا، وبعد ذلك وصلوا إلى ما وصلوا إليه من مجد ونجاح، فليكن الصبر والمواجهة والنجاح حليفكم وشعاركم الذي تحاربون به القلق والإحباط. ثقوا أن الحياة لن تتوقف عند حد معين أو تجربة فاشلة، فالحياة أجمل عندما تنظرون إليها بتفاؤل وأمل، ولا تختزلوا الحياة في معاناة أو زاوية ضيقة، بل انظروا إليها نظرة إيجابية وتحدُّوا كل الصعاب، ولا تظنوا أن معاناتكم نهاية المطاف، عندها سوف تخسرون أنفسكم، وقيمتكم في نظر أنفسكم وفي نظر المحيطين بكم. عليكم من الآن وصاعداً أن تنظروا للجوانب الإيجابية والمضيئة في حياتكم، ولا تنظروا للجوانب السلبية المظلمة مهما كانت مؤلمة فسوف تظل تاريخاً ماضياً، والأيام سوف تنسيكم آلامها مهما كانت مؤلمة أو قاسية، بل اعتبِروها كبوة جواد عابرة وواصلوا المسير (فالخيل المميزة هي التي تواصل الركض حتى نهاية المضمار)، وكما قيل (الشدائد تصنع الأقوياء). همسة ختام: ما أجمل التفاؤل والتحرر من عبودية ألوان سوداوية قاتمة طغت على حياتكم، رغم أن لديكم خيارات غير اللون الأسود، ألوان كثيرة، بإمكانكم تلوين حياتكم باللون الأبيض أو الوردي، وأنتم قادرون على ذلك إن أردتم ذلك، فلا تختزلوا حياتكم في زاوية معتمة مظلمة ولديكم غيرها زوايا أخرى مشرقة! عليكم حماية وتحصين أنفسكم ضد «فوبيا» الخوف والقلق، ولا تستعيدوا أسطورة وقصة الطاعون الخيالية القديمة عندما ذهب لبغداد ليقتل خمسة آلاف إنسان، ولكن خمسين ألفاً ماتوا، وعندما سئل الطاعون لماذا قتل خمسين ألفاً..؟ أجاب.. (بأنه قتل خمسة آلاف فقط كما وعد أن يفعل.. لكن البقية ماتوا من الخوف)!