تحولت أمسية توقيع الكاتب كمال عبدالقادر، روايته الأولى «أنت طالق»، إلى أمسية ثقافية ساخنة، تجاوزت الشكل «البروتوكولي» المرسوم لها، إلى الخوض في نقاشات طالت عديداً من الملفات الثقافية والتنويرية المطروحة في المشهد الثقافي خلال هذه الفترة. وبدأت الأمسية، التي أقيمت في مقهى «أرومشيه» الثقافي مساء أمس الأول، بكلمة قصيرة لعبدالقادر، قال فيها إنه سعيد بخوض غمار تجربة الكتابة الروائية للمرة الأولى بعد تجربة طويلة في الكتابة الصحافية والثقافية العامة. وقدم «شيخ الجواهرجية» في جدة جميل فارسي، قراءة «نقدية» للرواية تحدث فيها عن الرواية بوصفها إحدى الروايات «السلسة» التي كتبها المؤلف بلغة جميلة، واستخدم فيها اللهجة المحكية برشاقة حقيقية. ورأى أن عبدالقادر عوّض نقص الشخصيات في الرواية بالتركيز على الأحاسيس، موضحاً أن «الطلاق» لم يكن محور الرواية، وإنما الانفصال النفسي، مختتماً قراءته بأن الرواية هي للتأمل أكثر من المتعة. واختُتمت الأمسية بتوقيع المؤلف مجموعة من نسخ الرواية للحضور الذي ملأ المقهى، ومن أبرز الحاضرين: قينان الغامدي، علي حسون، سليمان الزايدي، محمد عمر العامودي، حسين بافقيه، وأحمد صادق دياب. وحظيت القراءة النقدية التي قدمها جميل فارسي للرواية بثناء خاص من مدير عام الأندية الأدبية حسين بافقيه، الذي قال ل»الشرق»، إن من الأشياء الجميلة في الأمسية أن الذي قدم قراءة في الرواية لم يكن ناقداً أدبياً، وإنما كان «شيخ الجواهرجية»، ليريح أسماعنا من التنظير و»لوك» المصطلحات، مضيفاً أنه قال للفارسي بأن قراءته «الخفيفة» للرواية أعادت إلى ذهنه المرحلة التي كان فيها النقد عند العرب مرتبطاً ب»فحص الجواهر». واجتذبت الأمسية عدة أسماء ثقافية في مدينة جدة، وقدمت ما هو أكثر من «التوقيع»، حيث جلس الحضور في المقهى والكتب تحيط بهم من كل الجهات، بينما تزينت أعمدة المبنى بصور رواد التنوير في الثقافة السعودية: محمد حسن عواد، حمزة شحاتة، عبدالكريم الجهيمان، عزيز ضياء، وغيرهم من الذين أسهموا في النهضة الثقافية المبكرة في المملكة، وسطوا على الجزء الأكبر من الحديث في هذه الأمسية.